بقلم: أم فهد بن محمد الراجحي – حصة المطرودي ذكرى مرور عام على رحيل الشاب الغالي فهد بن محمد الراجحي.. عام مضى على رحيلك هو الدهر كله.. عام من ألم الفراق ولوعة الاشتياق.. عام من غياب مرير لجسدك وحضور طاغٍ لروحك.. غيابك أوجع الكبير والصغير، ففي كل يوم نحبك أكثر ونشتاق إليك أكثر.. ونحتاجك أكثر.. وفاتك بالنسبة لنا لحظة توقف فيها الزمن.. حُبست فيها الأنفاس.. وكُسرت القلوب.. واختنقت فيها الحناجر.. وتدافعت المشاعر.. وتزاحمت الذكريات.. ذكريات تجمعنا بولدنا الحبيب الغالي الحنون الذي ارتحل عن هذه الدار الفانية وهو في مقتبل العمر.. نعم إنها فاجعة تعجز الكلمات عن وصفها.. وأيام مريرة نعيشها بعدك كالعلقم.. كل ما نملكه الآن هو كنز ذكرياتنا الثمين عن أغلى الشباب.. فهد.. وللاسم على اللسان الآن طعم لاذع، وعلى السمع دوي رهيب.. لماذا استعجلت الرحيل؟! لماذا لم تودعنا؟ إننا نوقن أن رحيلك قدر مكتوب، ونسلم بقضاء الله وقدره.. ولكننا سنظل نسأل، لماذا هذا الرحيل المبكر؟؟ فقد عشنا معك حياة كان فيها الكثير من الانتظار، الكثير من الفرح، الكثير من البهجة والكثير من الآمال.. برحيلك عنا وقفنا مذهولين من هول الفاجعة وما كنا مستعدين لهذا الرحيل لنقول كلمة الوداع.. الوداع.. الوداع.. فهد.. لم تكن في حياتك مجرد إنسان، بل كنت شعلة تضيء لنا الدروب.. كنت يا فهد ابناً عزيزاً و أخاً وصديقاً تزول عند رؤيتك ومواقفك كل الأحزان.. فهد.. نقبل قدر الله فيك وفينا وندعو أن يسلينا في هذه الدار على فقدك.. لقد بكى القدوة والأسوة الحسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام على موت أولاده.. فلا لوم ولا تثريب، فهذا أمر فطري.. وهي مشاعر أم صابرة متجلدة.. فهد.. لقد ذهبت وما زلنا نبحث عنك في كل التفاصيل.. أخاطب هنا فهد لكونه الكبير وتعلقي به أكبر ونظرتي له أكثر، وإن كنت افتقدت في نفس الحادث الأليم شقيقه وابني الآخر والأصغر فيصل.. اللهم تغمد أبنائي فهد وفيصل الراجحي برحمتك.. اللهم اغفر لرفقتهم في الحادث.. إبراهيم بن محمد الشنيفي ونواف بن خالد الجربوع وإبراهيم بن عبدالله الشنيفي وحسام محمود اللهم ارحمهم واجمعنا بهم في دار كرامتك، وجميع أموات المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..