ترجح التحركات التي تشهدها مدينة اللاذقية السورية أن موسكو تخطط لبناء قاعدة جوية لدعم العمليات التكتيكية، وفقا لتقارير أمريكية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف دايفيز إن هناك تدفقا مستمرا لأفراد ومعدات إلى تلك المنطقة الساحلية. في المقابل، تقول روسيا إن المعدات العسكرية تُرسل إلى سوريا لمساعدة الحكومة في حربها ضد ما يُعرف بتنظيم الدولة. وتعتبر موسكو حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد منذ بدأت الحرب الأهلية الدامية في 2011. وقال دايفيز الاثنين "لدينا مؤشرات على أن روسيا نقلت أفراد ومعدات إلى محيط منطقة اللاذقية الساحلية والقاعدة الجوية الموجودة بها، ما يرجح نيتها لبناء قاعدة دعم للعمليات التكيتيكية هناك." وأضاف أن الولاياتالمتحدة أعربت عن قلقها حيال التحرك الأخير للجيش الروسي، إذ انه من الممكن أن يتعارض مع الضربات الجوية التي توجهها الولاياتالمتحدة والتحالف الذي تقوده ضد تنظيم الدولة." وتقول بابرا بليت، مراسلة بي بي سي في نيويورك، إن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن مخاوفهم إزاء الدعم الروسي وأثره في تعزيز موقف نظام الأسد في وقت تظهر فيه خسائر هذا النظام واضحة جلية على الأرض، ما قد يبدد الجهود المبذولة في سبيل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع. وتأتي التصريحات الأمريكية بعد أيام قليلة من إعلان وسائل إعلام سورية محلية عن وصول طائرتين روسيتين إلى سوريا تحملان مساعدات إنسانية. وأضاف الإعلام السوري أن الطائرتين هبطتا في قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية، التي تعتبر أحد أهم معاقل الأسد. نفي روسي ------------- قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ماج إيجور كوناشينكوف إن الطائرات كانت تحمل مواد لبناء مخيم للاجئين. أكد لافروف أن روسيا سوف تستمر في إرسال المعدات العسكرية إلى سوريا ونفى الكريملن وجود أي نية لبدء إنشاءات عسكرية روسية في سوريا رغم تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرخي لافروف الأسبوع الماضي على أن روسيا سوف تمضي قُدما في مساعدة سوريا إذا طلبت الثانية ذلك. وقال لافروف إن روسيا مستمرة في إرسال "معدات عسكرية بموجب التعاقدات بين البلدين ومساعدات إنسانية وفقا لما تقتضيه الحاجة." وأضاف أن "روسيا لا تنتوي اتخاذ المزيد من الخطوات في الوقت الراهن." من جهة أخرى، يرى مسؤولون في الجانب الأمريكي أن روسيا تزيد من دعمها العسكري لبشار الأسد نظرا لمعاناته الفترة الماضية من خسائر على الأرض لصالح المعارضة المسلحة. وكانت الحكومة السورية قد فقدت السيطرة على إحدى القواعد الجوية الأساسية في شمال شرق البلاد بولاية إدلب. كما رفضت بلغاريا هذا الشهر السماح لطائرة روسية عبور مجالها الجوي وسط مخاوف من أن تكون محملة بمساعدات عسكرية للحكومة السورية. لكن روسيا أكدت بعد ذلك بقليل أنه سُمح لطائرتها بالتحليق عبر المجال الجوي الإيراني في طريقها إلى سوريا. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت على لسان مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي أن روسيا أرسلت اثنتين من الحاملات البحرية للدبابات انضمت إلى القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس السورية. وأضاف المسؤولون أن عدد صغير من قوات مشاة البحرية الروسية أُرسل إلى سوريا. وتدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى إسقاطه. وبلغ عدد ضحايا الصراع المسلح في سوريا نحو 240 ألف شخص علاوة على وصول عدد النازحين بسبب الحرب إلى عدة ملايين شخص.