أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن الوزارة لم ترصد حتى الآن أي حالة مصابة بفيروس كورونا وسط الحجاج، باستثناء حالة تم تسجيلها في المدينةالمنورة خارج المنطقة المركزية، وبعيداً عن مناطق تواجد الحجاج. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم في الوزارة؛ "لتسليط الضوء على جهود الوزارة مع وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية لمنع تفشي وانتشار فيروس كورونا". وأوضح أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بالرياض لم تسجل خلال هذه الأسبوع أي حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا، مشيداً بالجهود الكبيرة والملموسة التي قامت بها المدينة لمنع تفشي المرض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مقدماً شكره لجميع القطاعات الصحية على تعاونها وجهودها في منع انتقال العدوى، من خلال تطبيقها للإجراءات الدقيقة لمنع انتقال المرض. وتناول المهندس الفالح في حديثه ثلاثة محاور، في مقدمتها جهود الوزارة مع وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية والقطاعات الصحية الأخرى للتصدي لفيروس كورونا، مبيناً أن الوزارة تعمل على عدة جبهات لمنع تفشي الفيروس سواء من ناحية انتقاله من الإبل إلى الإنسان في الحالة الأولية، وكذلك منع انتشاره بين الناس، خاصة وقد لاحظت الوزارة حالات تفشي في المنشآت الصحية. وقال: "وزارة الصحة تكثف جهودها منذ ظهور أول حالة للفيروس وحتى هذا اليوم من خلال خطة عمل واضحة، تضمنت العديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره"، منوهاً إلى لقائه اليوم مع معالي وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ومعالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، حيث تم خلال اللقاء التأكيد على استمرار التعاون والتنسيق بين الوزارات الثلاث الصحة، والزراعة، والشؤون البلدية والقروية في مجال استقصاء مكافحة الأوبئة في المملكة ومنها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا"، مع التأكيد على ضرورة استمرار الجهود ومزيد من التعاون والتنسيق بين المختصين في هذا المجال بالقطاعات الثلاثة كل حسب اختصاصه. وبين أن اللقاء المشترك الذي جمعه مع وزيري الزراعة والشؤون البلدية والقروية اليوم ناقش استمرار التنسيق بين فرق العمل في الوزارات الثلاث بشأن الاستقصاء وفحص العينات في الحالات البشرية المصابة والحالات الحيوانية المخالطة للمصابين في مناطق المملكة، والتأكيد على الإرشادات العلمية والصحية الواجب اتخاذها للمخالطين للإبل المصابة وكذلك المخالطين للحالات البشرية المصابة، بالإضافة إلى بحث أوجه التعاون العلمي مع المراكز والجامعات الدولية المتخصصة في أبحاث ودراسات مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا"، وتطوير أداء المختبرات والتجهيزات الفنية في المملكة لمكافحة هذا المرض، وأن هذا الموضوع من أهم أولويات أعمال الوزارات في الوقت الحاضر. واستعرض وزير الصحة استعدادات الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن، مبيناً أن الوزارة قامت وتقوم بواجبها على أكمل وجه في تطبيق الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين من الخارج وعددهم حتى الآن 700 ألف حاج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 25 ألفاً من منسوبي وزارة الصحة لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية في موسم الحج لهذا العام، كما تم تشغيل جميع المستشفيات والمراكز الصحية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. وفيما يتعلق بانتقال فيروس كورونا من الإبل إلى الإنسان، لفت معاليه النظر إلى التعاون القائم والمستمر بين وزارة الصحة ووزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية لتعزيز الإجراءات لحماية المواطنين والمقيمين من الفيروس بما لا يضر بنشاط الإبل, مشيراً إلى تبني وزارة الشؤون البلدية والقروية توصية وزارة الصحية بشأن منع تواجد الإبل في مناطق الحج. وحول سؤاله عن لقاءاته في الولاياتالأمريكية مع المسؤولين عن الصحة هناك والتعاون بين الجانبين في إطار جهود الوزارة للتصدي لفيروس كورونا, أكد الوزير الفالح أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على عمل الأبحاث الصحية المشتركة لمواجهة الفيروس والأمراض الأخرى المستجدة، مبيناً أن التعاون وثيق بين المملكة وأمريكا في المجال الصحي، وأن تلك الجهود ستفّعل وتضاعف لمنع انتشار الفيروس إلى بقية دول العالم، مؤكداً أن الوزارة تواصلت قبل تلك اللقاءات مع منظمة الصحة العالمية، حيث أشادت المنظمة بجهود المملكة والإجراءات التي اتخذتها لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وحول ما يشاع عن وجود أجهزة وأمصال لعلاج فيروس كورنا، قال الفالح " الوزارة تعمل بمنهجية علمية للتأكد من أي منتج جديد، وأنها لن تسمح بأي دواء أو جهاز حتى يجتاز عدة مراحل من الأبحاث والاختبارات، مؤكداً على تنسيق الوزارة مع هيئة الغذاء والدواء في المملكة لمنع التسلل أو الترويج لأي منتج دون أن يخضع للمعايير العلمية الوطنية والدولية. ووجه وزير الصحة رسالة إلى المواطن والمقيم ووسائل الإعلام في المملكة بأن لا تكون ضحية لهؤلاء الأفراد والشركات التي تروج لهذه الأجهزة بغرض الحصول على مكاسب مادية مستغلة الحالة الراهنة، داعياً الجميع إلى الرجوع إلى وزارة الصحة لاستقاء المعلومة الصحية من خلال ما تملكه من قدرات وخبرات في المجال الصحي، بالإضافة إلى ضرورة أخذ الجميع للحيطة والحذر في نقل المعلومة وخاصة مع ثورة الإعلام الجديد. وأكد شفافية الوزارة مع الجمهور لإيصال المعلومة الصحيحة انطلاقاً من مسؤوليتها عن صحة الموطن؛ لأن المعلومات المغلوطة تسبب بلبلة كبيرة للمواطن والمقيم. وبين معاليه أن نسبة فيروس كورونا في المخالطين للإبل تشكل 15 ضعفاً عن غير المخالطين، وقال: "نسبة المصابين في الفيروس لمن يمارسون ذبح الإبل 24 ضعفاً، وهذا ما يؤكد الأبحاث التي أعلنتها الوزارة منذ اكتشاف هذا الفيروس قبل ثلاث سنوات. وأكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري من جانبه، أن تقارير الزيارات الميدانية أكدت عدم ظهور أية حالات عدوى جديدة مكتسبة داخل المنشآت الصحية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض خلال هذا الأسبوع. وأشار إلى حصر 223 حالة مخالطة للمجتمع لحالات مؤكدة، تتم متابعتها يومياً، وأخذ العينات الحلقية لمن تظهر عليه الأعراض، ولم تسجل خلال هذا الأسبوع أي حالات بين المخالطين المنزليين، نافياً الإشاعات التي تم تداولها بخصوص إغلاق بعض المدارس، وتسجيل بعض الحالات المصابة بالفيروس بين طلاب وطالبات المدارس، كما لم تسجل أية حالات مصابة بين الحجاج الذين وصلوا إلى المملكة. وأوضح الدكتور عسيري أن فرق الاستجابة السريعة في مركز القيادة والتحكم استمرت في تقيم الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية، إذ زارت 61 مستشفى ومركزاً طبياً خلال هذا الأسبوع في عدد من مناطق المملكة. وفيما يتعلق باستعدادات الوزارة في موسم الحج لمواجهة فيروس كورونا، أوضح الدكتور عسيري أن وزارة الصحة تلقت تأييد اللجنة الدائمة للفتوى في المملكة بخصوص الإجراءات الوقائية التي اقترحتها فيما يخص عدم إدخال الإبل إلى المشاعر المقدسة وما حولها، والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية, لافتاً النظر إلى أن اللجنة الدائمة دعت المخالطين للمصابين بهذا الفيروس إلى تأجيل الحج هذا العام حتى لا يكونوا سبباً في العدوى وانتشار المرض بين الحجاج. وبين أن نسبة التزام الحجاج بالشهادة الصحية السارية للقاح الحمى الشوكية بلغت 89% لعموم الدول, و96% لدول حزام الحمى الشوكية في أفريقيا، مبيناً أن إجمالي عدد الحجاج الذي تم إعطاؤهم العلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية بلغ أكثر من 175 ألف حاج وحاجة، فيما تم إعطاء أكثر من 212 ألف لقاح شلل الأطفال الفموي. وأوضحت المديرة التنفيذية لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي من جانبها أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لم تغلق أياً من خدماتها باستثناء العيادات الخارجية التي عملت على تخفيف استقبال المراجعين حرصاً على سلامة وصحة المرضى، كما جهزت المدينة الطبية منطقة مخصصة للعمليات المهمة، بعيداً عن المنومين المصابين بفيروس كورونا. وبينت الدكتورة بلخي أن الحالات التي تم تسجيلها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني مصابة بفيروس كورونا بلغت 82 حالة مؤكدة منها 13 حالة منومة في العناية المركزة، و13 حالة منومة في أقسام التنويم العادية، مؤكدة إصابة 11 ممارساً صحياً ليس من بينهم أية وفيات. وفي ذات السياق، أفاد وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية الدكتور حمد البطيشان، أن وزارة الزراعة مستمرة في عملية الاستقصاء الوبائي في جميع مناطق المملكة، مبيناً أن الوزارة تلقت من وزارة الصحة 70 بلاغاً، فيما تم فحص 11% من الإصابات للمخالطين، مؤكداً على استمرار التعاون بين وزارتي الصحة الزراعة لمواجهة هذا المرض. من جهته، أشار وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون البلدية يوسف السيف إلى بدء التعاون بين وزارتي الصحة والشؤون البلدية والقروية – منذ وقت مبكر من اكتشاف المرض – حيث قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية في اتخاذ إجراءات في مواقع تجمعات الإبل والأسواق الخاصة بها، مشيراً إلى تعاون وزارته مع وزارة الصحة؛ لمنع تواجد الإبل في مناطق الحج، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة بين الجهات المعنية لمنع التجمعات العشوائية للإبل.