دعا معالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، الدكتور سعد بن تركي الخثلان، إلى تنمية مفهوم المواطنة والأخوة، وأن هذا أصل من الأصول التي تحث عليه شريعتنا الغراء، حاثاً الجميع على نشر روح الألفة والأخوة والمحبة؛ لأن هذا من المواطنة الصالحة، داعياً الجميع إلى الاعتزاز بالانتماء والهوية، موضحاً أن الله عز وجل أكرم المسلم بالإسلام فلا بد أن يعتز بدينه وهويته، محذراً من ضعف هذا الأصل لدى المسلمين. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها مساء الخميس بعنوان: "مقتضيات ولوازم الانتماء والمواطنة" بأحد فنادق بالرياض، في ختام "برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة" الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال اليومين الماضيين في الرياض. وأسهب في الحديث عن الانتماء والمواطنة، وتأصيلهما الشرعي، موضحاً أن الإنسان جبل على محبة وطنه، مبيناً أن الله تعالى قرن حب الأرض والوطن بحب النفس مستدلاً بقوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}. واستشهد "الخثلان" بعدد من الأدلة الشرعية على أن محبة الوطن من الدين، وأن حب الوطن كحب الأسرة والحي والجيران لا يلام الإنسان عليه فهو حب مشروع، إلا إذا تعارض حب الوطن مع العقيدة فهو حب مذموم، مؤكداً أهمية المواطنة والانتماء وحتمية ترسيخهما في النفوس وتنميتهما لدى الناشئة، ومبيناً أن هذه البلاد تختلف عن غيرها من بلاد الدنيا؛ فقد ميزها الله بالحكم بالشريعة، والقرآن، فالدين والشريعة مقدمة في جميع نواحي الحياة. وقال الخثلان: إن إلغاء حب الوطن خلل وقصور، فحب الوطن مشروع ومطلوب، دون مغالاة ولا تجاوز لمرتبة الدين والعقيدة، والواجب تجاه الوطن الدفاع عنه، مبيناً أن الدفاع عن بلد الإسلام من الجهاد في سبيل الله، ولهذا فجنودنا المرابطون على الحدود، والذين يقاتلون على الجبهة، والذين يقاتلون الحوثيين، قتالهم من الجهاد في سبيل الله. وحث الدكتور سعد الخثلان الخطباء على تخصيص جزء من خطبهم للدعوة إلى تعزيز الانتماء والمواطنة، وغرسه في نفوس العامة، خاتماً محاضرته بالدعوة إلى الحرص على تعزيز معاني الانتماء والهوية وكذلك المواطنة، وأن المواطنة ليست على سبيل التعصب والعنصرية؛ بل إننا نرى أن هذا الوطن هو وطن الإسلام، وفيه أهل الإسلام، وفيه المقدسات، وفيه العلماء، فندافع عنه ونحبه.