أكد رئيس قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عمر بن صالح العُمري أن هناك خللاً في تربية وحث الأبناء على حب الوطن مطالباً الجميع عدم تجاهل ذلك. جاء ذلك خلال ندوة (الانتماء الوطني وتعميقه - نظرة شرعية) التي نظمتها لجنة متابعة إسكان أعضاء هيئة التدريس ومرافقه بالجامعة في الجامع لإسكان أعضاء هيئة التدريس مساء أمس الاول الاثنين تحت رعاية مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. وشارك في الندوة الأستاذ المشارك في كلية الدعوة والإعلام الدكتور أحمد بن سيف الدين التركستاني والأستاذ المشارك بكلية أصول الدين الدكتور عبدالكريم الحميدي والأستاذ المشارك رئيس قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الدكتور عمر بن صالح العُمري. وأكد الدكتور التركستاني في بداية الندوة أهمية حب الوطن وبذلك المال والنفس عطاءً ووفاءً له، مشيراً إلى أن الوطنية في الإسلام هي محبة الفرد لوطنه وأن الوطن ليس انتماءً جغرافياً بل يمتد إلى كل بلاد المسلمين أولاً ثم إلى بلد الفرد، ونوه إلى خصوصية الانتماء إلى المملكة لكونها بلاد الحرمين وقال: نحن أولى بحبها من غيرنا إذ هي البلد التي تحكّم الشريعة الإسلامية في كل أمورها وتعاملاتها. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالكريم الحميدي أن أهمية الوطن والانتماء إليه يعني الانتساب والاعتزاز به، وقال إن هذا انتماء مشروع في الإسلام وهو من علامات الرشد، مؤكداً أن الانتماء للدين والوطن لايتعارضان أبداً فهما مما جبلت عليه النفوس، كما حث على تأصيل حب الوطن في نفوس الأبناء من خلال تعليمهم الدين الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال. وكما استعرض الدكتور عمر العُمري عدد من الوقفات التاريخية حول حب الوطن والانتماء إليه، مؤكداً وجوب محبة وطننا والاعتزاز به وبذل النفس والنفيس من أجل وطن ناصر الشريعة الإسلامية السمحة منذ قيامها على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. وتحدث الدكتور العُمري عن حب الملك عبدالعزيز رحمه الله للوطن واستشعاره أهمية الانتماء مما كان داعماً قوياً لقيام المملكة العربية السعودية منذ توحيدها ومرورها بالعديد من الأحداث التي تعامل معها الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده بحكمة وبصيرة جعلت منه بلداً في مقدمة دول العالم. وحث الدكتور العُمري على استشعار حب الوطن والاعتزاز به ومن ذلك شكر الله على نعمه أولاً وأخراً ومن ذلك ماتنعم به هذه البلاد من أمن وأمان ورخاء ورغد عيش، وكذلك الدفاع عن الوطن والذود عنه ورد كيد الأعداء والمغرضين في نحورهم، وفي الختام استقبل المشاركين أسئلة ومداخلات الحضور.