تتجري المملكة والبحرين محادثات حثيثة لربط البلدين بخط سكة حديد، مخصصا لنقل البضائع بشكل أسرع بين الجانبين، وتخفيف الضغط على جسر الملك فهد الذي يربط المملكتين، مع طرح احتمال أن يدخل القطاع الخاص شريكاً في المشروع وقالت مديرة إدارة التخطيط وتصميم الطرق في وزارة الأشغال والإسكان البحرينية عضوة اللجنة التنسيقية لمشروع القطار الخليجي، هدى فخرو، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن الجانب السعودي مازال يرى أن حجم المشروع كبير حيث تقدر تكلفة ربط البحرين بالسعودية بجسر مخصص للخط الحديدي بنحو 4.5 مليار دولار. وقالت فخرو إن إحدى الشركات المستثمرة طرحت فكرة بناء الجسر وإقامة الربط الحديدي بين المملكتين بنظام (BOT) للتغلب على التكلفة الكبيرة للمشروع. وجرت خلال الأيام الثلاثة الماضية اجتماعات اللجنة التنسيقية لمشروع القطار الخليجي، التي استضافتها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في مدينة الخبر، كما انتقل فريق اللجنة التنسيقية في رحلة للاطلاع على مشروع قطار الشمال – الجنوب التابع للشركة السعودية الخطوط الحديدية (سار)، والذي يعد أحد المشاريع التي ستسهم في عملية الربط بين دول الخليج العربي بمشروع سككي، إلا أن مشروع القطار الخليجي يصطدم بعائق توقف مشروع الجسر البري، أحد أبرز مشاريع النقل في السعودية، والذي توقف منذ منتصف عام 2008. يُشار إلى أن الربط السككي بين السعودية والبحرين يقوم على بناء جسر مخصص للخط الحديدي موازٍ لجسر الملك فهد، وفي هذا الصدد أكدت فخرو أن الجانب البحريني وضع المخططات والتصميمات التي ستربط الجسر بالميناء وبمطار المحرق. وأشارت فخرو إلى أن خط البضائع القائم بين السعودية والبحرين عبر الجسر الحالي، والذي يعتمد على الشاحنات، يتجه مباشرة إلى الميناء. وأضافت أن هذا الخط يخلق الكثير من الزحام والمشكلات على الطرق سواء على الجسر أو داخل البحرين، مؤكدة أن التخطيط يتجه للربط عبر قطار لتخفيف الزحام والضغط على الجسر القائم حالياً. وأوضحت أن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ستطرح الربط السككي المباشر بين السعودية والبحرين، خلال اجتماعها المقبل، مضيفة أن اجتماعات ستنظم بين الجانبين السعودي والبحريني لمناقشة فكرة الربط السككي المباشر والنقاط التي سيتم عندها الربط، ملمّحة إلى أن التوجه في الفترة الحالية يصب في التسريع بالربط بين الجانبين السعودي والبحريني، وقالت إن دخول القطاع الخاص كمستثمر في هذا المشروع سيزيد من فرص تنفيذ المشروع على أرض الواقع. ويعتمد القطار الخليجي الذي يمتد على طول 2200 كيلومتر من العاصمة الكويتية شمالاً حتى العاصمة العمانية جنوباً، مروراً بالدمام والدوحة والمنامة وأبوظبي، على المشاريع السككية السعودية التي تشكل العمود الفقري للمشروع وتسهل عملية الربط، حيث تمر أجزاء كبيرة من المشروع في الأراضي السعودية، وسيرتبط المشروع مع قطار الشمال – الجنوب الذي يربط شمال وشمال غربي ووسط السعودية بشرقها. ويخطط القائمون على قطار الشمال – الجنوب لربط مدينة رأس الزور، المحطة النهائية للقطار في الفترة الحالية، بمدينة الجبيل الصناعية خلال الفترة المقبلة، وسترتبط مدينة الجبيل الصناعية بمدينة الدمام، إحدى المحطات الرئيسية لمشروع القطار الخليجي المزمع تنفيذه، بمشروع الجسر البري الذي المتوقف منذ عام 2008، بينما يؤكد المسؤولون في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ووزارة النقل أن المشروع مازال ضمن أجندة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية كأحد أهم المشاريع التي تخطط لتنفيذها. يُذكر أن تنفيذ مشروع القطار الخليجي توقف على تنفيذ مشروع الجسر البري الذي يربط شرق السعودية بغربها، حيث سيربط مدينة الجبيل الصناعية بالدمام، ومن المعلوم أن جميع المشاريع داخل الأراضي السعودية التي ستسهل تنفيذ مشروع القطار الخليجي قائمة، وهي ربط مدينة رأس الزور بمدينة الجبيل، سيطرح خلال العام الجاري وتنفذه شركة "سار"، مدينة الدمام مرتبطة بخط حديدي مع محافظة الأحساء – تابع للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية – سيتم عبره الربط بين السعودية وقطر، بينما يبقى الربط بين الجبيل الصناعية ومدينة الدمام ضمن مشروع الجسر البري.