جسد شاب من محافظة تيماء أسمى أنواع الوفاء بعد أن تبرع بكليته لشقيق صديقه "الشاب" الذي كان يعاني من فشل كلوي. وقال الشاب المتبرع ل"سبق"- رفض ذكر اسمه- والذي يرقد حالياً في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام: اعتذرت منكم عن ذكر اسمي؛ لأني أخشى أن أميل وراء ثناء الناس حين يعرفونني فتضيع نيتي التي قدمتها لوجه الله من مبدأ قوله تعالى: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.
وأضاف: علمت عن شقيق صديقي وهو شاب ولديه أطفال أنه في المستشفى ويحتاج إلى تبرع بكلية، فذهبت للمستشفى وأبلغته بنيتي للتبرع له، إلا أنه ورغم إلحاحي رفض التبرع، وقلت له: إنني استخرت الله وعليك أن تستخير أنت، ثم توجهت لوالدي ووالداتي وإخواني وأبلغتهم بنيتي عن التبرع لوجه الله، وقال: جميعهم لم يبدوا اعتراضهم عن الفكرة، ووالدتي قالت لي: "يا ولدي، والله ما أردك عن فعل الخير، ولو أنت مصاب بفشل كلوي لكنت أتمنى أن يتبرع لك أحد". وهذا أجر عظيم ودعت الله لي بالتوفيق.
وتابع: بعد مرور شهرين من ذلك اقتنع شقيق صديقي ووافق على الفكرة، واشترطت عليه أنا أيضاً أن لا يخبر أحداً بذلك، وبالفعل تم عمل الفحوصات اللازمة، وأجرينا العملية أول أمس في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ونجحت بفضل الله.
وعن صحته قال: "إنني- ولله الحمد- أتمتع بصحة جيدة، ومن تبرعت له يتمتع بصحة جيدة ولله الحمد، ورسالتي للقراء تؤكد أن على كل إنسان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يراعي حاجة أخيه، وأن يتذكر الأجر الذي سيناله من الله إذا فرّج الإنسان كربة أخيه، ومهما أُعطي الإنسان في الدنيا يوماً ما سيرحل، وأسأل الله- تعالى- أن يكتب لنا الأجر وأن يحمينا الله وإياكم من النار، وأن لا يحرمنا قراؤكم من خالص دعائهم".