أفتى العالم الموريتاني المعروف الشيخ محمد الأمين ولد مزيد بالجهاد ضد ما قال إنه حملة صليبية على المسلمين في مالي. وقال الشيخ ولد مزيد: إن هذه الأيام تشهد غزواً عسكرياً صليبياً جديداً تقوم به فرنسا لأشقائنا المسلمين في مالي، وقد بدأت الطائرات الفرنسية تقصف وتقتل وتشرد، وأعلنت بريطانيا أنها ستقدم لحلفائها الفرنسيين دعماً لوجستياً وعسكرياً، وهما بذلك تستعيدان الأيام الأولى للحروب الصليبية التي أشعلتها فرنسا في العصور الغابرة. وأضاف الشيخ ولد مزيد: يبدو أن فرنسا لم تتعظ بما جرى لجنودها في أفغانستان وما جرى لحلفائها الأمريكيين في العراقوأفغانستان. وتعليقاً على هذا العدوان الصليبي قال ولد مزيد: أود أن أذكّر عامة المسلمين بما يلي: أولاً: إن الجهاد يصير فرض عين إذا دخل العدو أرض المسلمين فيكون جهاد الفرنسيين الآن فرض عين على إخواننا المسلمين في مالي، فإذا لم يكْفوا لرد العدوان وإخراج الغازي المحتل من الأرض الإسلامية انتقل الواجب إلى من يليهم، قال خليل في مختصره (وتعين بفَجءِ العدو وإن على امرأة وعلى من بقربهم إن عجزوا). ثانياً: إن نصرة المسلم إذا تعرض لاعتداء من العدو واجب على من يستطيع ذلك وفي الصحيحين: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، وفي الصحيحين (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسْلِمه). ثالثا: إن التعاون مع العدو الغازي جريمة محرمة في الشرع تسوِّغ أن يعامَل المتعاون بما يعامَل به العدو. رابعا: إن تعاون أي حكومة من حكومات المسلمين مع العدو الغازي بأي نوع من أنواع التعاون يسقِط شرعيتها ويوجب الخروجَ عليها(ومن يتولهم منكم فإنه منهم). خامسا: إن الحكوماتِ العلمانيةَ الخارجةَ على الشرع، المتبعةَ لسنن اليهود والنصارى، المحادةَ لله ورسوله، لا شرعيةَ لها، وبالتالي فلا يحق لها قتال الخارجين عليها فهي الخارجة أصلا لا هم الخارجون عليها. سادسا: يجب على المسلمين استخلاص الأسرى الذين يأسرهم الفرنسيون في هذه الحرب ولو أتى ذلك على أموالهم، ففك الأسير المسلم من أيدي العدو فرض كفاية ولو أتى على جميع المال، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (فكوا العاني) والعاني هو الأسير. وفي أحكام القرآن لابن العربي المالكي قال مالك: "على الناس أن يَفْدوا الأسارى بجميع أموالهم". وفي كتب الأحناف " امرأة مسلمة سبيت بالمشرق يجب على أهل المغرب استخلاصها. ". سابعا: في هذه الظروف ندعو إخواننا المسلمين في مالي إلى توحيد كلمتهم ورص صفوفهم وسد كل المداخل التي يدخل منها شياطين الإنس والجن إلى تمزيق وحدتهم (إنما المؤمنون إخوة) وأن يواجهوا الغازي المحتل. وختم قائلاً: والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).