هدد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" بشن عمليات اختطاف تستهدف كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية، وأمراء من أسرة آل سعود، رداً على اعتقال السلطات السعودية لسيدة تُدعى هيلة القصير، خلال الحملة التي استهدفت مدينة "بريدة" بمنطقة "القصيم" شمالي الرياض، في فبراير/ شباط الماضي. وقال أبو سفيان الأزدي، المعروف أيضاً باسم سعيد الشهري، والذي يوصف بأنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، في رسالة صوتية الخميس، إنه "عندما تخاذل المسلمون في فك العاني الأسير والوقوف معه، تجرأ أعداء الله من المرتدين، وعدو على النساء العفيفات في خدورهن ليأسروهن." وتابع الشهري، بحسب التسجيل المنسوب إليه، والذي بثته عدة مواقع تتبنى نشر بيانات الجماعات المتشددة، ولم يتسنى لCNN التأكد من صحته بصورة مستقلة، قائلاً: "وكما هو واجب علينا فهو واجب عليكم يا أهل القصيم خاصةً، ويا أهل الإسلام في أرض الجزيرة وغيرها عامةً." وأضاف مخاطباً أهالي القصيم: "لا نقول لكم: اخرجوا من أرضكم، ولكن ابقوا فيها، وأعدوا بكل ما تستطيعونه من قوة، واحرصوا على جمع المعلومات، وتحريض المسلمين، وجمع الأموال، وتشكيل خلايا عملية، تقوم بخطف النصارى والأمراء من آل سعود، وكبار مسؤوليهم من وزراء وضباط." وتابع في رسالته: "ونقول لجنودنا: عليكم بعمليات الخطف لفك الأسرى، وكونوا قدوة لإخوانكم في هذا الأمر"، ووجه انتقادات حادة للنظام الحاكم بالمملكة، واصفاً إياه ب"الطواغيت الأنذال، الذين تخطفوا نساءنا وأسروهن وعذبوهن، نابذين كل عرف وعادة وآداب للحرب"، بحسب قوله. واختتم الشهري رسالته "فكوا العاني"، التي خصصها للحديث عن "الأسرى"، في إشارة لمعتقلي القاعدة، بقوله: "نبشركم أن سقوط هذه الحكومات المرتدة، وعلى رأسها حكومة آل سعود، قد لاح نوره في السماء، وبدأت علاماته تظهر، وهم على شفا هاوية، ترقبون سقوطهم من كل مكان." وكان تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قد أكد، في 14 أبريل/ نيسان الماضي، اعتقال هيلة القصير، المعروفة باسم "أم الرباب"، بعدما "قضت عدة أشهر وهي مطاردة ومطلوبة، بسبب غيرتها على الدين، ودعوتها إلى التوحيد، ورفضها للمخططات الصليبية." وجاء في بيان بعنوان "عفيفات بريدة في سجون الطغاة"، أنه "في يوم الأحد 21 فبراير/ شباط 2010، فجعت بريدة، مدينة العلم والعلماء والمجاهدين والشهداء، بقيام القوات الخاصة بوزارة الداخلية، باقتحام منزل محمد المعتق، واعتقاله هو وزوجته وأولاده، كما اعتقلوا الأخت الداعية أم الرباب." ودعا البيان من وصفهم ب"أحرار جزيرة العرب" قائلاً: "إن سكوتكم على هذا الفعل الشنيع من قبل هذه الحكومة الظالمة، إنما هو حافز للقيام بالمزيد من انتهاك حرماتكم، واعتقال بناتكم ونسائكم"، وتوعد البيان بقوله: "لن نجعل هذا الاعتداء يمر بدون أن نأخذ بالثأر لأعراض أخواتنا المسلمات." يُذكر أن وزارة الداخلية السعودية كانت قد أعلنت أواخر مارس/ آذار الماضي، أن أجهزة الأمن في البلاد تمكنت من اعتقال 113 شخصاً على صلة بتنظيم القاعدة، كانوا يخططون للقيام بأعمال "إرهابية"، ضد شخصيات أمنية، ومنشآت نفط بالمملكة. وأبلغ اللواء منصور التركي، المتحدث باسم الوزارة، شبكة CNN بأن قوات الأمن "اعتقلت 101 شخصاً لضلوعهم في شبكة كانت تخطط لهجمات واغتيالات لرجال أمن داخل السعودية." وأضاف المتحدث، أن السلطات الأمنية اعتقلت أيضاً "12 شخصاً كانوا متورطين في خليتين انتحاريتين خططتا للهجوم على منشآت نفطية في المملكة"، لافتاً إلى أن تلك الاعتقالات تمت على مدار الأشهر الخمسة الماضية. من جانبه يذكر أن هيلة القصير متزوجة من الشيخ عبد الكريم الحميد المعتقل منذ 6 سنوات، وانفصل عنها لتتزوج من أحد طلابه محمد الوكيل وأنجبت منه طفلة. كما علق الشيخ عائض القرني على البيان قائلا : بأنه لا بد أن يؤخذ على محمل الجد. والمنطق الشرعي والعقلي الذي يقبله أهل الرأي والحكمة هو بالتفكير جدياً في مواجهة هذا الفكر، خصوصاً وأن استخدام المرأة ليس بجديد على الخوارج، وأن "القاعدة" عملت على كسب التعاطف وفي الحقيقة لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل للدفاع عن المسلمين. وضرب القرني مثلاً بقادة الخوارج في التاريخ الإسلامي، وشبيب بن يزيد الخارجي، وامرأته غزالة التي قيل فيها "أسد علي وفي الحروب نعامة.. فتخاء تنفر من صفير الصافر، هلا برزت إلي غزالة في الوغى.. بل كان قلبك في جناحي طائر!!. وقال القرني إن الفرصة الآن للإعلام، ليبين للناس الدين الصحيح والحقيقة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويفتح المجال للدعاة وطلبة العلم، مبيناً أن "القاعدة" عملت على كسب التعاطف الإسلامي، بينما هي في الحقيقة لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، وكان هجومها الدائم على المسلمين، بينما يتفاعل الناس مع قافلة الحرية، وتقطع الدول علاقاتها مع إسرائيل، والضمير العالمي كله يحتج بشرقه وغربه، وهؤلاء يقلبون الآيات، ويجعلون الأرض سماء والشرق غرباً. وذكر أنه حين ناقش بعض الصغار بأقوال العلماء، قال بعضهم وهو لم يكمل الإعدادية، هم رجال ونحن رجال، يقارن نفسه بالعلماء الذي أفنوا أعمارهم في طلب العلم.