أثارت الرسائل الالكترونية الرئاسية المفترضة التي نشرتها الصحافة البريطانية، لا سيما مخاطبة زوجة الرئيس بشار الأسد أسماء له مستخدمة عبارة "يا بطة"، سخرية واسعة في مواقع الانترنت المعارضة وكذلك في التظاهرات الاحتجاجية في البلاد. ونشرت الصحف البريطانية مطلع الشهر الجاري حوالي ثلاثة ألاف رسالة قالت إنها رسائل خاصة بين الرئيس السوري والدائرة المحيطة به من أقارب وأصدقاء. وفي واحدة من الرسائل، تخاطب أسماء الأسد زوجها الذي يواجه حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ أكثر من عام، بعبارة "يا بطة". وفي بضعة أيام، امتلأت مواقع الانترنت برسومات ومقاطع فيديو تشبه الرئيس السوري بإبطال الرسوم المتحركة مثل "دافي داك" و"دونالد داك". وفي احد الرسوم الكاريكاتورية، يظهر الرئيس السوري بشكل بطة تحمل سلاحا رشاشا، وفي صورة أخرى تظهر بطة تجر وراءها فراخ بط كتب تحتها "الشبيحة". واختلطت دموية الإخبار التي تنقلها "شبكة شام الإخبارية" بروح الفكاهة التي تطبع الاحتجاجات في سوريا منذ عام، ونقلت الشبكة خبراًعن قصف مدينة حمص "جيش البطة يقصف بلدة الحولة بالأسلحة الثقيلة وسقوط ستة جرحى". كما نقلت خبر انشقاق أحد الضباط بالقول "تم يوم أمس انشقاق العميد الركن عدنان محمد الأحمد رئيس فرع الإستطلاع في المنطقة الشمالية عن جيش البطة (…) والتحاقه بصفوف الجيش الحر". وأنشئت على موقع فيسبوك صفحات لهذه الغاية، منها صفحة "معا لوضع اليد على البطة" و"بشار البطة (الأسد سابقا) ما منحبك". وانتشرت على الموقع تعليقات مثل "أنا بطة ولكن بشار لا يمثلني". ولم تخل التظاهرات الاحتجاجية من الإشارة إلى هذا الموضوع، فقد رفعت صور ومجسمات للبط في عدد كبير من التظاهرات كما ردد مشاركون في تظاهرات الجمعة الماضية هتافات منها "يا بطة كاكي كاكي الجيش الحر اجاكي". وفي حي الميدان الدمشقي، أظهرت مقاطع بثت على الانترنت قبل أيام تظاهرة ليلية حمل المشاركون فيها العابا على شكل بط وتطلق اصواتا مشابهة لأصوات هذه الطيور. ويحتفظ المعارضون السوريون في مواقعهم الالكترونية وفي تظاهرات بروح فكاهية عالية رغم القمع العنيف للتظاهرات الذي أسفر عن مقتل أكثر من تسعة ألاف شخص خلال عام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.