يصادف اليوم 5 شعبان، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط "تواصل" الضوء على أبرز هذه الأحداث 311ه وفاة العالم والطبيب المسلم أبو بكر الرازي في مثل هذا اليوم من سنة 311ه، الموافق 22 نوفمبر 923، توفي العالم والطبيب المسلم أبو بكر الرازي. أبو بَكر مُحَمَّد بن يَحْيَى بن زَكَرِيّا الرَّازِيّ، طبيبٌ وكيميائي وفيلسوف ورياضيّاتيٌّ مسلم من علماء العصر الذهبي للعلوم، درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب، وهو أول من ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم. ولد في مدينة «الري»، بالقرب من طهران حاليًا سنة 251 ه / 865 م. ألف كتاب الحاوي في الطب، الذي كان يضمُّ كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل هذا الكتاب هو المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لأربع قرون بعد هذا التاريخ، وصفته «سيغريد هونكه» في كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب» ب "أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق" اشتهر الرازي في «الري» وجاب البلاد وعمل رئيسًا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتَّى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر. ترجمت كتبه إلى اللاتينية لتصبح مراجعًا عليمة رئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر، ومن أعظم كتبه «تاريخ الطب» وكتاب «المنصور» في الطب وكتاب «الأدوية المفردة» الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير. وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم. قال عنه الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء: "الأستاذ الفيلسوف أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي الطبيب، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، وكان كثير الأسفار، وافر الحرمة، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى، وكان واسع المعرفة، مكبا على الاشتغال، مليح التأليف، وكان في بصره رطوبة لكثرة أكله الباقلى، ثم عمي. أخذ عن البلخي الفيلسوف، وكان إليه تدبير بيمارستان الري، ثم كان على بيمارستان بغداد في دولة المكتفي، بلغ الغاية في علوم الأوائل. وله كتب: "الحاوي" ثلاثون مجلدا في الطب، و"الجامع"، و"الأعصاب"، و"المنصوري" صنفه للملك منصور بن نوح الساماني. وله كتب: "الطب الروحاني"، و"إن للعبد خالقا"، و"المدخل إلى المنطق"، و"هيئة العالم"، و"طبقات الأبصار" و"الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب" وأشياء كثيرة وقيل: إن أول اشتغاله كان بعد مضي أربعين سنة من عمره، ثم اشتغل على الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري، الذي كان مسيحيا، فأسلم، وصنف. وكان لابن زكريا عدة تلامذة، وقد كان في صباه مغنيا يجيد ضرب العود. توفي ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة." 907ه بدء حملة التنصير الشرسة ضد مسلمي الأندلس في مثل هذا اليوم من عام 907ه الموافق12 فبراير عام 1502، بدأ الإسبان حملة لتنصير مسلمي غرناطة بعد انهيار الدولة الإسلامية في الأندلس، بهدف القضاء الوجود الإسلامي في الأندلس تمامًا، فأقاموا أبشع المجازر والجرائم التي عرفتها البشرية على مر التاريخ. بداية المأساة بعد سنوات تسع من سقوط غرناطة، أصدر الملكان «فرناندو الخامس» و«إيزابيلا» أمرًا تضمن أنه الله قد اختارهما لتطهير مملكة غرناطة من الكفرة «المسلمين»، فإنه يحظر وجود المسلمين فيها، فإذا كان بعضهم فإنه يحظر عليهم أن يتصلوا بغيرهم؛ خوفًا من أن يتأخر تنصيرهم، أو بأولئك الذين تنصروا لئلاَّ يفسدوا إيمانهم، ويعاقب المخالفون بالموت أو بمصادرة الأموال. ظهر مصطلح «موريسكو» ليعرف مسلمي الأندلس وتحمل ترجمة المصطلح معاني سيئة، وقد أطلق المصطلح على أحفاد مسلمي الأندلس، ممن ظلوا بإسبانيا بعد سقوط مملكة غرناطة، وممن تعرضوا للتنصير القسري؛ ويعرفون في كتب التاريخ كذلك بالمسيحيين أو النصارى الجدد. وكان مما صدر في حقهم أن الموريسكي أو العربي المتنصر؛ إذا امتدح دين الإسلام، أو صرح بأن يسوع المسيح ليس إلهًا، وليس إلا رسولاً، أو أنَّ صفات العذراء أو اسمها لا تناسب أمه؛ فإنه يعتبر قد عاد إلى الإسلام، ويجب على كل نصراني أن يُبَلِّغَ عن ذلك، ويجب عليه -أيضًا- أن يُبَلِّغ عما إذا كان قد رأى أو سمع بأن أحدًا من الموريسكيين يُباشر بعض العادات الإسلامية. لم ييأس من بقي من مسلمي الأندلس ولم تنطفئ في نفوسهم جذوة المقاومة ونصرة الدين، فقامت ثورة أخرى أواخر سنة 1500م حول بلدة «يلفيق» ووادي المنصورة بمنطقة المرية، وقضي عليها ابهمجية وقسوة شديدة. وخرج من بقي من المسلمين ليثوروا في منطقة «رندة»، بين يناير وأبريل سنة 1501م؛ غير أن قسوة المواجهات مع الجيش الاسباني قضت عليهم. فلم تخل البلاد الإسلامية من ثورات شعبية ومواجهات محدودة الإمكانيات بمنطق «حرب العصابات»، وكان المجاهدون يختبئون في الجبال والأودية والمناطق البعيدة، ثم يشنُّون غاراتهم على القوات الإسبانية، وقد نجحوا كثيرًا في إنزال خسائر مؤثرة بالإسبان، وقد اشتدت هذه الحركات لا سيما بعد قرار التنصير الذي اعتمدته إسبانيا، فزاد عدد الثائرين والمنحازين للمجاهدين، وقد عزم الإسبان في البداية على القضاء على الثوار، إلا أنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعًا، فلما يئسوا من القضاء عليهم، أصدروا عفوا عامًّا عنهم، وسمحوا لهم بالهجرة إلى بلاد المغرب، دون أن يأخذوا معهم غير الثياب التي كانت عليهم. وصدر أمر ملكي ضد الباقين بمنع الهجرة، ثم صدر الأمر بعد ذلك عام (1609م) -أي بعد مئة سنة تقريبًا- بنفي الموريسكيين، وسعي الأسبان لإرغام مسلمي الأندلس على ترك دينهم بواسطة السلاح؛ ومحاكم تفتيش أو النفي وأشغال شاقة في السفن الحربية. ممارسات الأسبان ضد مسلمي الأندلس بعد سقوط «غرناطة»، عين الكونت «دي تانديا» حاكمًا عليها، و«إيرناندو دي طلبيرة» مطرانًا لها. وبعد الاحتلال، غادر بعضا من أهل أشبيلية وغرناطة، واستقروا في حاضرة فاس، عاصمة المغرب، وعدد كبير من كبار أهل غرناطة، وقوادها، وفقهائها، وعلمائها، وساداتها، وأعيانها إلى جنوبسبتة، واستأذن من السلطان أبي عبد الله الوطاسي إعادة بناء مدينة تطوان الخربة، فنقل إليها عددًا كبيرًا من المهاجرين الأندلسيين. ومارست الدولة الأسبانية الغدر الفاضح ضد أهل غرناطة، وكان أول الغدر، تحويل مسجد غرناطة الأعظم إلى كاتدرائية، ونظمت الكنيسة فرقًا تبشيريةً لتنصير المسلمين. في سنة 1499م، استدعى الكاردينال «سيسنيروس» ليعمل على تنصير الأندلسيين بصرامة أكبر، فبدأ بتحويل أكبر المساجد إلى كنائس، ومارس ضغطًا نفسيا وجسديا على وجهاء المدينة وفقهائها ليتنصروا. فقامت ثورة عارمة في حي البيازين، ثم انتقلت سنة 1500م إلى جبال البشرات بقيادة «إبراهيم بن أمية». فلاحق الجيش الإسباني الكاثوليكي الثوار وحاصرهم، وقضى عليهم بعد شهور، وقتل معظمهم، واسترق ابناءهم ونساءهم. محاكم التفتيش وبدأت «محاكم التفتيش» عملها، باستدعاء الشخص لتقديم شهادته التي تُعتبر "تفتيشًا تمهيديًا"، تعرض نتائجه على رهبان مقررين، وكان قرارهم دوما يتجه إلى الإدانة؛ فيقبض على المتهم، ويسجن دون أن يعرف السبب، ويمنح ثلاث جلسات إنذار في ثلاثة أيام متوالية يطلب منه فيها الاعتراف بذنب لا يدري ما هو، فإذا اعترف عُوقب بدون رحمة ولا شفقة، وإذا لم يعترف، أو لم يدر بماذا، يحال إلى التعذيب حتى يعترف بأي شيء، أو يموت تحت العذاب. ويمكن للمتهم أن يعلن التوبة ويطلب العفو من البابا، مقابل أموال طائلة إن كانت له أموال. وإذا حكم على المتهم بالبراءة، وقليلاً ما يكون ذلك؛ فإنه يعطى شهادة بطهارته من الذنوب تعويضًا على ذهاب ماله، وشرفه، وصحته، ظلمًا وعدوانًا. وفي حال الإدانة بتهمة كبيرة، فيؤخذ المتهم من السجن دون أن يدري مصيره، ويمر «بمرسوم الإيمان»، فيلبس الثوب المقدس، ويوضع في عنقه حبل وفي يده شمعة، ويؤخذ إلى الكنيسة للتوبة ثم إلى ساحة التنفيذ. لم يجد الأندلسيون ولما أُخمدت الثورات وألغى الإسلام رسميًا بدًا، أمام عجزهم عن الدفاع، وضياع أملهم في النجدة، سوى التظاهر مكرهين بقبول دين النصارى، والحفاظ على الإسلام سرًا، يقومون بشعائره من صلاة وصيام، وتحاشي المنكرات، ويعلِّمون أبناءهم، ويفعلون ما يجبرون عليه من التردد إلى الكنائس وتعميد الأطفال. وحاولا التعامل مع الوضع حتى يأتي الله بفرج من عنده. تحولت الكنيسة والدولة إلى تنصيرهم بالإكراه، والعنف، والقوة. وفي سنة 1508م، جددت لائحةً ملكيةً بمنع اللباس الإسلامي، وفي سنة 1510م، طبقت على المورسكيين ضرائب خاصةً اسمها «الفارضة». وفي سنة 1511م، جددت الحكومة قرارات بمنع السلاح عنهم، وحرق ما تبقى من الكتب الإسلامية، ومنع ذبح الحيوانات. ودام الاضطهاد إلى أن مات فرناندو سنة 1516م، موصيًا خلفه كارلوس الخامس بمتابعة سياسته نحو الإسلام والمسلمين.