في اليوم الثاني من شهر يناير من كل عام (أي في مثل هذا اليوم) يحتفل الأسبان باحتفال رسمي في مدينة غرناطة بانتصارهم في معركة غرناطة على المسلمين وطرد وتعذيب وإبادة الآلاف من المسلمين الأندلسيين من بلادهم. ففي الثاني من يناير من عام 1492م وبعد حصار قوي لمملكة غرناطة من قبل الملكين "فرديناند وإيزابيل" قام أبي عبد الله الصغير ملك غرناطة وآخر ملوك المسلمين في الأندلس بتسليم آخر معاقل المسلمين الصامدة في الأندلس وهي مملكة غرناطة للملكين بعد توقيع المعاهدة الشهيرة لتسليم غرناطة، وبهذا التسليم وفي هذا التاريخ بالتحديد انتهى الحكم الإسلامي الأندلسي الذي بدأ عام 711م على يد القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد بعد حكم دام ثمانية قرون، عاش فيه قادة وعلماء ومفكرين كبار كالداخل والناصر والمعتمد واعتماد والغافقي والسمح بن مالك والمنصور بن أبي عامر وابن حزم وابن رشد والشاطبي وحامد الزعبي وأبي البقاء الرندي وابن زيدون وابن البيطار وابن فرناس وولاّدة وغيرهم الكثير من القادة والعلماء. وعند مغادرة أبي عبد الله الصغير عن مدينة غرناطة ألقى نظرته الأخيرة من بعيد, متألما ومتحسرا على تاريخ مجيد مضاع وكأنه يعلم ويعرف ما سيحل للأندلس من بعده فنظرت إليه أمه عائشة الحرّة وهي تنظر لابنها أبي عبد الله الصغير يبكي قائلة له "ابك كالنساء، ملكا مضاعا لم تصنه كالرجال"، ليرحل بعدها إلى المغرب ويعيش فيها ما تبقى له من عمر. وبعد سقوط الأندلس وتسليم أبو عبدالله الصغير غرناطة بدأت محاكم التفتيش في التعذيب والقتل والنفي، وبدأت هنا معاناة أهل الأندلس من المسلمين ومن اليهود فقد كانت محاكم التفتيش تجبرهم على التنصير أو الموت وقد تمسك أهل الأندلس بالإسلام ورفضوا الاندماج مع المجتمع النصراني، وحتى لا يصطدموا بمحاكم التفتيش لجأوا إلى ممارسة التقية فأظهروا النصرانية وأخفوا الإسلام. فيوم 2 يناير حدث جلل في تاريخ الأمة الإسلامية وهو سقوط الأندلس ورحيل آخر ملوك المسلمين عن غرناطة بعد توقيع معاهدة التسليم لتطوي بها صفحات تاريخ الأندلس العظيم. محاكم التفتيش