السياسة هي شيء جديد عليه، فهو لم يعمل بها من قبل، بل كانت كل علاقته بها كان في سياق عمله بأحد الأدوار التي شخصها في مسلسل تليفزيوني؛ وذلك قبل أن يكون في بؤرة أهم حدث سياسي يشغل العالم، وربما يجر العالم لحرب عالمية ثالثة. إنه فولوديمير زيلينسكي هو في الأصل يعمل "مشخصاتي"، لكنه أصبح رئيسا لأوكرانيا؛ حيث تم تنصيبه رئيسا لأوكرانيا بعدما نجح بحملة انتخابية "بسيطة" منبثقة من الشعب، في استقطاب الأوكرانيين والاستفادة من إحباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الحكم السوفياتي. ودخل زيلينسكي السياسة بإعلانه ترشحه، الذي بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي، غير أنه تمكن بعد أربعة أشهر من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو. ووعد بإيصال أشخاص "يفكرون بعقلية القرن الحادي والعشرين" إلى السلطة. وقد ضاعف لقاءاته في الفترة الأخيرة مع أشخاص من أوساط الأعمال وناشطين وخبراء، واعدا بتعيينات "شفافة" في حكومته. ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978:، ودرس القانون في جامعة Kyiv National Economic University في أوكرانيا. وهو مشخصاتي وكاتب سيناريو ومخرج ومنتج. ولعب دور رئيس أوكرانيا في مسلسل تلفزيوني عام 2015. كما قام زيلينسكي باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتفاعل مباشرة مع المواطنين خلال البرامج التلفزيونية، وكذلك استخدم مقاطع فيديو قصيرة في الترويج لنفسه. وفي عام 2018 أعلن فولوديمير زيلنيسكي ترشحه للانتخابات، ومنذ لك الحين بدأت حملته السياسية، وانتصر في الانتخابات على منافسه بوروشنكو، ليجد نفسه متورطا في حرب مع ثاني أقوى جيوش العالم. ومنذ نوفمبر الماضي، تفرض الأزمة الأوكرانية نفسها بقوة على الساحة العالمية وسط مخاوف من غزو روسي في ظل عدم الوصول لاتفاق حول الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو وأبرزها عدم انضمام كييف للناتو وكذلك عدم توسعه الحلف شرقا. ويقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بجانب أوكرانيا، في مواجهة روسيا التي تنشر أكثر من 100 ألف جندي عبر الحدود في رسالة مباشرة استعدادا لحرب محتملة قد تنسب في أي لحظة رغم نفي الكرملين. ودخلت روسيا في أزمة مع الجارة أوكرانيا، وذلك بعد نية حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضم كييف إلى الحلف وهو الأمر الذي لا تريده موسكو خوفا من إنشاء قواعد عسكرية قرب الحدود الروسية الأوكرانية.