كشف السيد سيريل غريسلان كاري خبير ومستشار دولي من أصول تونسية عن نظرته لمستقبل تونس بعد الثورة وذلك في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان "الحرب القادمة في تونس : المعارك الخمس لتحقيق النصر". وخلال لقاء حواري انعقد مساء الجمعة بالعاصمة بمبادرة من مركز المسيرين الشبان ومنظمة الأعراف والمنظمة الألمانية كونراد أدناور، لخص الكاتب مقاربته الإستراتيجية في خمس معارك يتعين على تونس كسبها في خضم "حرب" تطرح تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية. وتتمثل المعركة الأولى في إضفاء ثورة على الاقتصاد من خلال إحداث 500 ألف موطن شغل مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق هذه المعركة إلا عبر تطوير قطاع الخدمات وبالخصوص الأنشطة غير المقيمة والسياحة الطبية والخدمات. وتهم المعركة الثانية تطوير نظام التعليم والتكوين بتغيير المفاهيم والمقاربات وتشجيع التعاون مع الدول الشريكة بهدف تبادل الخبرات في المجال. واعتبر المحاضر أن الهدف من تأهيل القطاع يرمي إلى بعث جيل جديد أكثر ديناميكية وقادر على مواجهة المستقبل بتفاؤل. وتتعلق المعركة الثالثة بإعادة توزيع الثروات بين مختلف الجهات والشرائح الاجتماعية مما يستوجب حسب وجهة نظره مراجعة النظام الجبائي وإحداث صندوق للأجيال القادمة. واهتمت المعركة الرابعة بالنهوض بالمرأة بإسنادها المكانة التي تستحقها والحفاظ على مكاسبها. أما المعركة الخامسة والأخيرة فخصصها الكاتب إلى المجال السياسي مؤكدا قدرة التونسيين على تسخير الوسائل التي تخول لهم حكم البلاد حتى يصبح "تنين إفريقيا". وحسب السيد سيريل غريسلان كاري ان هذا التمشي يقتضي مزيد دعم اللامركزية وإحداث المجالس الجهوية وإرساء نظام رئاسي يتماشى أكثر ومتطلبات الديمقراطي. وأظهر الكاتب أنه بالإمكان "كسب الحرب شريطة التعويل على الموارد البشرية".