من مميزات الدين الإسلامي، ومن محاسنه: أدب الاستئذان، وقد شرع الإسلام الاستئذان، ورسم طريقًا يسير عليه المسلم، ولا يتعداه، يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها). أما من يخالطون أهل البيت كثيرًا، أهل البيت من الأطفال أو الخدم الذين لم يبلغوا الحلم، فهؤلاء من الصعب أن يستأذنوا كل مرة في الدخول، ولكن هناك ثلاث أوقات حددها الله تعالى يجب يستأذنوا فيها، وهي أوقات الراحة، ووضع الملابس. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ولم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم). ففي هذه الأوقات الثلاثة، يكون الإنسان في حالة نوم، وقد ينكشف، لذا فلا يصح الدخول دون استئذان. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلامًا من الأنصار يقال له «مدلج» إلى عمر بن الخطاب، وقت الظهيرة ليدعوه فوجده نائمًا قد أغلق الباب، فدق عليه الباب، فناداه ودخل فاستيقظ عمر، وجلس فانكشف منه شيء فقال عمر وددت أن الله تعالى نهى أبناءنا، ونساءنا وخدمنا عن الدخول في هذه الساعات إلا بإذن. ثم انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد هذه الآية قد نزلت فخر ساجدًا لله تعالى. وكذلك إذا بلغ الأطفال الحلم، أي بلغوا مبلغ الرجال، فيقول تعالى في شأنهم: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم). ومن الآداب أن يذكر المستأذن اسمه؛ كي يعرفه صاحب الدار، فلا يقول: «أنا» ويسكت فلعل صاحب الدار يريد مقابلة شخص ولا يريد مقابلة شخص آخر. وبالاستئذان تدوم المحبة، والوئام، ويزداد الإخاء والاحترام المتبادل بين الناس.. أما عدم الاستئذان فإنه يدعو إلى الكراهية والتباغض وعدم التقدير والاحترام المتبادل بين الناس وذلك ما لا يريده الإسلام لأتباعه.