صرح الدكتور أحمد الأيوبي نائب مدير مستشفى اليمامة ورئيس قسم الطوارئ بأن المستشفى يتلقى ما معدله حالة شهرياً من التسممات الناتجة عن استخدام ما يعرف بين العوام ب "الجرة". إذ استقبل المستشفى خلال الأسابيع الستة الماضية حالتي تسمم لطفلين أخوين في الثامنة والعاشرة، انتهيتا بوفاة الطفلين. فيما استقبل المستشفى الأسبوع الماضي حالات أربعة إخوة تسمموا بالدواء نفسه. وصرح د.عبدالله القحطاني استشاري طب طوارئ الأطفال والسموم بأن حالة الأشقاء كانت بالغة الخطورة، وبدت أعراض التسمم لديهم على الجهازين التنفسي والعصبي، مبيناً أنه تم وضع أنبوب في مجرى التنفس لطفلين منهما للسيطرة على المضاعفات ومنع المزيد منها وأنه وخلال مراحل العلاج أزيل التلوث بهذه المادة من الجلد والشعر لتقليل امتصاصها إلى الدم، ومن ثم السيطرة على مضاعفات المادة السمية من خلال أدوية تعطى كترياق وبعد عدة ساعات استقرت حالتهم وتم نقلهم للعناية المركزة لاستكمال علاجهم. وأوضح د.الأيوبي أن العقار الذي يطلق عليه (الجرة) المخصص للاستخدام البيطري فقط شديد السمية, إذ يحتوي على مادة الفوسفات العضوية المستخدمة لعلاج الجرب لدى الإبل, غير أن كثيراً من الأمهات يستخدمنه باعتباره علاجاً للقمل في رؤوس الأطفال أو كمبيد حشري في المنازل. ويزيد من خطورة هذا العقار نفاذيته الشديدة للجلد ومنه للدم. ويضيف الأيوبي: "سُمية العقار بالغة الخطورة حتى إن المعالجين يجب أن يرتدوا ملابس خاصة عازلة في مرحلة العلاج الأولى التي يتم فيها تقليل امتصاص الجلد للدواء عبر وضع المريض في غرفة صغيرة ورشه بالماء بكمية كبيرة وبطريقة مباشرة للحد من امتصاص الجلد للدواء ومن ثم الانتقال لمرحلة علاج التسمم الحاصل". وكشف الأيوبي أن المستشفى سيبدأ حملة توعية خاصة في مدارس شرق الرياض عن مضار الدواء وخطورة استخدامه للبشر والاكتفاء باستخدامه بيطريا فقط كما هو موضع على المستحضر, ذاكراً أن عدداً كبيراً من المدارس الثانوية أبدت قبولها وتعاونها مع مبادرة المستشفى. حسب (الجزيرة أون لاين).