تسبب قرار تأنيث محال بيع المستلزمات النسائية في هجرة جماعية وترك كاونترات الاستقبال في المستشفيات الخاصة للانتقال إلى العمل في الأسواق برواتب أفضل وأجواء أفضل حيث اشتكت مجموعة من موظفات الاستقبال حالهن بالقول "ثماني ساعات وقوفاً وأحياناً تصل إلى تسع ساعات، واستقبال كافة أنواع البشر، وقلق مستمر في وقت الحضور والانصراف، وربط أولياء أمورنا والتزامهم بمواعيد دوامنا ذهاباً وإياباً أربع مرات يومياً، وكل هذا براتب يقل أحياناً عن 1500 ريال، إضافة إلى الضغوط النفسية التي تتعرض لها موظفة الاستقبال والتي لا تعوض بمال تصل إلى حد هدر الكرامة في سبيل لقمة العيش"، هذا هو لسان حال موظفات الاستقبال بالمستشفيات الخاصة. وأوضحت نعيمة الراشد موظفة الاستقبال في مستشفى أهلي "المستشفى الذي أعمل بها لديها دخل كبير جداً؛ لأنه واسع التخصصات وأطباؤه مشهورون والضغط كبير علي، وراتبي 1500 ريال فقط، وقد وعدني المدير بعد مرور أربعة أشهر انه سيبدأ في رفع الراتب بعد مرور عام وأنا على رأس العمل، إلا أن كلام المدير كانت وعوداً كاذبة لا صحة لها ففضلت ترك الوظيفة والعمل بائعة في محال بيع الملابس النسائية، حيث الأجواء أفضل من المستشفيات، والتعامل أرقى، والراتب أفضل بكثير، حيث استلم 3000 ريال مقابل العمل على فترتين صباحية ومسائية. وتشكو زهراء باقر من ضعف راتبها وتحكي أنها بدأت هذه الوظيفة منذ 10 سنوات بنصف المبلغ 1500 ريال رغم صعوبة العمل لكونه على فترتين تصلان إلى تسع ساعات، وقالت "نحن طوال الوقت واقفات ونقابل حالات مختلفة من الناس والبعض يعاملنا بعصبية زائدة تصل إلى حد الإهانة فضلاً عن المعاكسات المستمرة من الشباب وحتى من موظفي المستشفى، وإن شكونا ننتظر الفصل وكأننا نحن المخطئات، لذلك كثير من الموظفات لا يلتزمن بالوظيفة لضعف الراتب وللجهد والمتاعب الأخرى، خاصة أنه حالياً فتحت مجالات وظيفية أخرى للمرأة برواتب أفضل من رواتب موظفات الاستقبال كالعمل كاشيرة أو بائعة برواتب مجزية. وتتابع زميلتها أمل البداح الحديث عن هموم موظفة الاستقبال بالقول "نشعر أننا حوصرنا في المستشفى، فتحركاتنا من البيت إلى المستشفى ومن المستشفى إلى البيت، حتى يوم الإجازة يطلب أحياناً أن نعمل خارج الدوام، وحين نستلم الراتب نفاجأ بأنه لم يتغير، ولا نلاحظ زيادة في الراتب، ويخبروننا أن الشهر القادم سوف نأخذ مستحقاتنا كبديل للوقت الإضافي، ولكن كل ذلك يصبح هباء منثوراً وكأنهم بتلك القرارات والتصرفات التعسفية يستخدمون سياسة التطفيش، فهم لا يرغبون وجودنا في العمل، وبالفعل كثيرات تركن الوظيفة ليس لأن العمل مرهق فحسب، بل لسوء المعاملة وعدم التقدير، خاصة ما نكلف به مما ليس هو ضمن وظيفتنا كطباعة الاوراق ونقل ملفات من عيادة إلى أخرى". حسب اليوم.