رحب مجلس الأمن الدولي بالهدنة التي اقترحها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، لمناسبة عيد الأضحى، داعياً كل الأطراف السورية، خاصة الحكومة للاستجابة للمبادرة، إلا أن الأنظار تتجه إلى دمشق لإعلان قرار الموافقة الرسمية على (هدنة الأضحى) التي اعتبرها المجلس خطوة صغيرة لن تصمد طويلاً بسبب تواصل أعمال العنف والقتل. وقال غيرت روزينثال مندوب غواتيمالا لدى الأممالمتحدة الذي تترأس بلاده حالياً المجلس، إن أعضاءه بعد الاستماع إلى ما أوجزه الإبراهيمي عبر دائرة الفيديو من القاهرة وإعلانه أن الحكومة السورية وافقت على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى "دعوا كل الأطراف، خصوصاً الحكومة السورية كونها الطرف الأقوى، للرد إيجاباً على مبادرة المبعوث المشترك". وجدد أعضاء المجلس دعوتهم للسلطات السورية للسماح فوراً، وبشكل كامل ومن دون إعاقة للمساعدين الإنسانيين للوصول إلى كل من يحتاجون إلى المساعدة وفقاً لما يقتضيه القانون الدولي. وردد المجلس دعوات أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، لكل اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى دعم الهدنة المقترحة واستخدام تأثيرهم من أجل تسهيل تطبيقها. وقال روزينثال إن "أعضاء المجلس اتفقوا على أن هدنة عيد الأضحى يمكن أن تشكل أول خطوة باتجاه وقف دائم لكل العنف"، لافتاً إلى أن ذلك الوقف سيتطابق مع قراري مجلس الأمن 2042 و2043 اللذين تم تبنيهما سابقاً هذا العام. من جهته، أقر السفير الروسي فيتالي تشوركين بأن المهمة "صعبة لأن هناك عدة أطراف (في النزاع) وتدخلات كثيرة" قد تقوض الهدنة. وقال نظيره الفرنسي جيرار ارو "الجميع يؤيد وقف العنف من حيث المبدأ لكن علينا التحقق من ذلك على الأرض". وأعلن الإبراهيمي أمس في القاهرة أنه حصل على موافقة النظام والمعارضة المسلحة في سورية للتوصل إلى هدنة خلال عيد الأضحى تطبق في سورية اعتباراً من غد الجمعة، إلا أن نظام دمشق أكد أنه لم يتخذ بعد قراره النهائي مشيراً إلى أن قيادة قواته المسلحة ما زالت تدرس عرضاً بوقف إطلاق النار ليصدر القرار اليوم الخميس في حين يقول مقاتلو المعارضة إنه لن يحترم الهدنة إلا إذا بادرت القوات النظامية أولاً إلى وقف إطلاق النار. وأعلنت جبهة النصرة الإسلامية رفضها للهدنة التي اقترحها الإبراهيمي خلال عطلة عيد الأضحى المصادف يوم الجمعة. إلى ذلك، قتل ستة أشخاص وجرح 20 آخرون أمس في تفجير سيارة مفخخة في جنوبي العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب تقل 24 شخصاً بين حيي التضامن ودف الشوك، وأدى إلى "مصرع ما لا يقل عن ثمانية (أشخاص) وجرح نحو20 آخرين". كما عثر على أكثر من 20 جثة في ريف دمشق أمس بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بالمجزرة، قائلاً إن مجموعات إرهابية نفذتها، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.