يعمل متعاطفون مع طالبان في المملكة المتحدة، جاهدين على تجنيد مئات من البريطانيين لقتل الأمير هاري الذي يقضي حالياً خدمته العسكرية في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان. صرح بذلك كاري يوسف أحمدي المتحدث باسم حركة "طالبان" في حوراه الذي نشرته اليوم صحيفة "ديلي ستار". وبحسب كلام أحمدي، فإن المئات من المسلمين المولودين في بريطانيا مستعدون للانضمام إلى صفوف المقاتلين في أفغانستان، حيث سيجري تدريبهم بشكل خاص، ليتمكنوا بعد ذلك من تنفيذ الهجوم على أحد أفراد العائلة الملكية البريطانية الحاكمة. في الوقت ذاته صرح أحمدي أن دائرة المقاتلين المحتملين ليست مقيدة بالقادمين من بريطانيا. إذ أكد: "لدينا آلاف المتطوعين من كافة أنحاء العالم على استعداد لتقديم أرواحهم فداء للنبي صلى الله عليه وسلم، وقتل الأمير هو هدفنا، كما أن أحداً لم يقم بدعوة المغتصبين البريطانيين والأمريكيين إلى الأراضي الأفغانية، ولا بد أن يخرجوا منها". جدير بالذكر أن جنود القوات المسلحة البريطانية نقلوا تقارير إلى قادتهم تفيد بأنهم استمعوا في صفوف المقاتلين الذين يهاجمون قواعدهم لهجة حديث بريطانية. إضافة إلى ذلك تمكن الجنود من توقيف بعض المنتفضين وعلى أجسادهم وشم لأندية كرة القدم بالدوري البريطاني الممتاز. وكانت طالبان الأفغانية قد حاولت مرات قتل الأمير هاري، جاءت آخرها منذ 10 أيام عندما هاجم 19 مقاتلاً يرتدون الزي العسكري الأفغاني قاعدة كامب بايستون البريطانية في مقاطعة هلمند واخترقوا الجدار الواقي وتمكنوا من تدمير 6 طائرات تابعة لقوات التحالف كانت واقفة على ممرات الإقلاع، كما قتل 2 من جنود مشاة البحرية الأمريكية، إضافة لإصابة 9 أشخاص آخرين بجروح. وكان الأمير هاري الابن الأصغر لأمير ويلز تشارليز على بعد 2 كلم فقط من مسرح هذه الأحداث.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع جديد للرأي، اليوم الاثنين، أن معظم البريطانيين يؤيدون سحب قواتهم من أفغانستان فوراً، ويعتبرون الحرب ضد حركة طالبان مضيعة للأرواح. إذ كشف استطلاع، أجرته مؤسسة "سورفيشن" لصحيفة "ديلي ميرور"، أنَّ معظم البريطانيين يريدون سحب قواتهم من خطوط القتال في أفغانستان لمنع سقوط المزيد من الجنود البريطانيين، وأشار الاستطلاع إلى أنَّ 4 من كل 5 بريطانيين يعتقدون أن الحرب ضد طالبان مضيعة للأرواح لا طائل منها، ولا تستحق مليارات الجنيهات الإسترليني التي أنفقت عليها منذ اندلاع الأزمة قبل 11 عاماً. كما أوضح الاستطلاع أنَّ 52 % من البريطانيين يريدون أن يلغي رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون الموعد النهائي الذي حدده لسحب القوات البريطانية من أفغانستان عام 2015، ويعيدها من هناك الآن، ووجد أيضاً أن 30% من البريطانيين يخشون من أنَّ قرار كاميرون إبقاء القوات البريطانية في أفغانستان حتى عام 2015 يمكن أن يستغله من وصفهم ب "الإرهابيين" لقتل المزيد منهم. يذكر أن 9500 جندي بريطاني ينتشرون في أفغانستان، معظمهم في ولاية هلمند، قتل منهم 432 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.