تعتبر منطقة تبوك من أشهر مناطق المملكة التي تستقبل كل عام الطيور المهاجرة بجميع أنواعها، حيث تهاجر تلك الطيور من مواقع مختلفة من العالم. واشتهرت المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية لمنطقة تبوك بأنها أماكن خاصة للصقور بجميع أنواعها، حيث تزدحم بالصقارين من المملكة ودول الخليج، خلال فترة هجرة الطيور. " تواصل" قامت بلقاءات مع مجموعة من الصقارين في المنطقة؛ لمعرفة المزيد عن أنواع الصقور، وكيفية ووقت اصطيادها. يقول "الصقار" سعود المسعودي: "الصقور عدة أنواع منها: الحر، والوكري، كذلك الشيهانة، والتي لها نوعان: جبلية، وبحرية، وأسرع تلك الطيور "الشيهانة"، أما أكبرها حجماً فهو الحر". وأضاف المسعودي: "هناك الكثير من الصقارين لديهم طيور مدربة يطلق عليها "الهدد"، يتم استخدامها في صيد الطيور المهاجرة الأخرى، مثل: الحبارى، والكروان، منوهاً بأن تلك الطيور كانت تتواجد بكثرة في الماضي ولا يجدها إلا من لديه خبرة في قص أثرها، وأماكن اختبائها، خاصة في الأشجار وبين الصخور؛ لأنها طيور ليلية في الغالب، لكن في وقتنا الحاضر من السهل إيجادها لوجود تقنية حديثة تجذبها بسهولة، وهو عبارة عن جهاز مناداة يصدر أصوات مثل أصوات الطيور المهاجرة فتتجمع حوله؛ ومن ثم يتم الإمساك بها". وقال الصقار عامر المجيدير: إن الصقر "الهدد" يتم تدريبه بواسطة ما يسمى الملواح كما يسميها الصقارون، وقال إنه يقوم بين الحين والآخر بتدريب الطير على صيد الفريسة؛ لتتكون عنده مهارات في الانقضاض والطيران، وحتى لا يصطدم بالأرض أو ييأس. وأضاف "المجيدير" أنه يقوم بتلويح الفريسة المربوطة بحبل على شكل مروحة، وما إن يقترب حتى يبعدها عنه، وذكر أن الصقر عادة يطير لمسافة بعيدة ثم يعود، ويستمر بهذا الوضع لمدة نصف ساعة، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من تدريبه يطعمه من الفريسة، ثم يقوم بوضع البرقع عليه حتى اليوم الثاني. وقال الصقار نواف عبدالله: إنه يتم تعشية الطير بعد العصر إلى المغرب في أجواء معتدلة، وأضاف بأنه يفضل البحث عن الصقور في الصباح الباكر، قبل اشتداد حرارة الشمس؛ لأن الصقر في هذا الوقت تزداد لديه الرغبة في البحث عن فريسته.