فيصبر الإنسان على الأقدار والطاعات والأوامر والنواهي، لكن الحديث عن الصبر السلبي لا يشمل ذلك وهو يعني أن يصبر الإنسان على واقع باستطاعته تغييره، كأن يتهرب من مواجهة ذلك الواقع بالصبر، فيتحول مفهوم الصبر إلى صبر سلبي حينما نواجه الحياة بصبر مع قدرتنا على التغيير، فلا تجتمع القدرة على التغيير مع الاتكالية الكاملة على الصبر. فلا بد أن يجعلك صبرك تتقدم لا أن ترضخ للواقع بحجة أنه قضاء وقدر، فإن كان بمقدورك التغيير وبذل الأسباب اجعله حلاً مرافقًا لك وليس قائدًا، فلا تستخدمه ذريعة لجمودك واستسلامك. فعندما تواجه مشكلة ما باستطاعتك حلها، فإنك ستتخذ أحد المسلكين إما أن تحاول وتبذل الأسباب وتصبر انتظارًا لتحقيق النتيجة. أو أن تقف مكانك وتصبر فقط، وتتخذ من ذلك عذرًا تستر به عجزك. فإن كنت تترقب من صبرك نتيجة ما فإنك حتمًا على الطريق الصحيح، وإن كان مجرد تحمُّل ورضا ولا نتيجة مرجوّة أو مترقبة فلا شيء سيتغير.