"لا توجد مياه اليوم"! عبارة أقضت مضاجع الكثير من أهالي محافظة الخرمة التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، حيث يستيقظ الأهالي في منتصف الليل؛ من أجل الظفر بأرقام للحصول على صهريج ماء، إلا أن الفوز بتلك الأمنية أصبح مقصوراً على ذوي المحسوبيات والمعارف الشخصية. ويتساءل المواطن مناحي الشريف عن الآلية التي يطبقها فرع إدارة المياه في حصول المواطنين على صهاريج الماء، حيث يأتي الشخص قبل صلاة الفجر ويؤدي الصلاة بالمساجد القريبة من الخزان، ويفاجأ بأن الأرقام تم توزيعها ونفاذها، مستغرباً أن يتم توزيع الأرقام في غير أوقات الدوام الرسمي، وطالب "الشريف" بتدخل الجهات المعنية. ويقول سيف مشاري الدوسري: "نأسف للوضع الذي صار إليه طلب الماء بهذه الصورة، خصوصاً أن بعض كبار السن يقفون في طوابير الانتظار يومياً دون أن تتم خدمتهم؛ مما أدى إلى ظهور سوق سوداء للصهاريج، حيث إن التسعيرة المعتمدة للصهريج الواحد 50 ريالاً، بينما وصلت في السوق السوداء إلى 150 ريالاً، والمتسبب في ذلك هو فرع المياه بالخرمة الذي لم يجد حتى الآن آلية لتوزيع مياه التحلية على المواطنين بصورة منتظمة وفق السجلات الموجودة داخل الفرع". وأكد عبدالله سعد السبيعي سوء الوضع قائلاً: "العشوائية المشاهدة أمام خزان المياه، والتي غابت عنها إدارة فرع المياه جعلت الحبل على الغارب لبعض الموظفين في تسيير الصهاريج كيفما اتفقوا"، وأضاف: أن الإعلان الذي يتم وضعه بصورة شبه يومية، والذي يفيد بعدم وجود ماء أصبح مألوفاً للمواطنين أكثر من الماء نفسه. من جهته، علق "مصدر" بفرع المياه بالخرمة على وجود مخططات تطوير، سيتم تنفيذها خلال الأيام القادمة لمشروع الضخ بخزان مياه الخرمة، تكمن في تركيب مضخات جديدة، وأعرب "المصدر" عن أسفه للأعطال الناتجة عن عدم ضخ المياه بصورة يومية، عازياً ذلك إلى عدة أسباب تكون في الغالب خارجة عن الإرادة.