حذر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، من المجاهرة بالمعاصي والدعوة إلى ذلك من خلال نشرها بين الناس، مبينا أن أصحاب القنوات والكتاب الذين لا يخافون الله في ما ينشرون هم دعاة فتنة وضلال. وأشار إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك في خطبة الجمعة حيث قال: عباد الله حرص الإسلام على إبعاد المسلمين من القاذورات والآفات والمحافظة على المجتمعات من الجرائم ولهذا أرشد العاصي أن لا يجاهر بمعصيته وإذا عمل معصيته أن يستتر بستر الله له ولا يجاهر بها ولا يظهرها بين الملا أيها المسلم: قد تزل بك قدم وكلنا خطاءون وخير الخطاءون التوابون ولكن إذا أبتلي الإنسان بمعصية وزلت به القدم فأنه يجب عليه أن يستتر بستر الله له ولا يفضح نفسه أمام الملا ولا يجاهر بهذه المعصية ولا ينشرها بين الناس لأن في المجاهرة بها فسادا عظيما يقول صلى الله عليه وسلم اجتنبوا هذه القاذورات ومن ألم بشيء منها فعليه أن يلتزم بستر الله له. وفي ضوء ذلك جاء الوعيد الشديد للمجاهرين والداعي إليها يقول صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة أن يعمل عمل بالليل فيصبح وقد ستره الله ويقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا أمسى يستره الله وأصبح يكشف ستر الله عليه أخي المسلم أن المجاهرة بالمعاصي من أضعف الإيمان وقلة الخوف من الله , أهل المعاصي يحبون أن يشركوا غيرهم فيما وقعوا فيه وجمعوا بين معصية لله وبين المجاهرة بها أو إعلانها, أن في المجاهرة بمعصيتك مفاسد عظيمة ودليل على استخفافك بعظمة الله وقدرته , مبينا أن لو كان في القلب تعظيما لله وخوفا من الله لكان منعك من المجاهرة. وأشار سماحته إلى أن المجاهرة بالمعصية من نشرها ومحبة إشاعتها بين الناس وأن إفشاء المعصية سبب لعذاب الله, وقال: إن العبد يخطئ ولكن فرق بين من يعمل خطيئة مستتر بها مستخفي بها عالم بإطلاع الله عليه وأن الله يعلم سره وعلانيته لا يخفى عليه حاله وهذا يتوب إلى الله ويندم على ما مضى فإن من أعترف بذنبه وأقر بخطئه يرجى له الخير , لكن من عمل سيئة وتبجح بها ونشرها بين الملا ويتحدث بها في كل مجلس فرحا بها وفوزا بها فهذا دليل على مرض قلبه بل وموت قلبه، أخي المسلم للمجاهرة بالمعصية ضرر كبير ومن أعظم ذلك أن ترى بعض المسلمين يسمع صوت الأذان حي على الصلاة فيدخل بيته غير مبال بهذه الفريضة وكأنه غير مخاطب بها وما أذن المؤذن وما عملت المساجد إلا للصلاة مع جماعة المسلمين وبعض الشباب هداهم الله تراهم عند إشارات المرور وفي الطرق العامة يؤذون الناس برفع أصوات الأغاني ويجاهرون بها فينشغلون عن طاعة الله ,وكل هذا من المجاهرة بالمعصية , ومنها أيضا ما تنشره وسائل الإعلام من الدعوة إلى الفجور والفساد والإخبار عن فوائد القمار والدعوة إلى كل فجور وفسوق فإنها على خطر عظيم وشر كبير فإن إعلان المعاصي في وسائل الإعلام المختلفة وإظهارها والدعوة إليها دليل على قلة الحياء والإيمان فإياك أخي المسلم أن تكون داعيا للضلال وداعي فساد. وبين آل الشيخ: إن من المصائب أن ترى بعض الكتاب المسلمين يكتبون أشياء تضاد الدين والعقيدة والقيم والأخلاق الفضيلة وهذا لاشك من نشر الفساد ومن المعاصي وأمرها خطير فأتق الله فيما تكتب وراقب الله فيما تقول, فإن يكون فيها خير فأكتب واجتنب ما يضر الدين. أخي المسلم أحذر أن تكون داعي لضلال دون أن تشعر بالأقوال والأفعال وأتقي الله وراقب الله, وأن الواجب على المحطات الفضائية التي يملكها مسلمون أن يتقوا الله في أنفسهم وفي ما ينشرونه من برامج ومسلسلات وأتن يراقبوا الله في ذلك ويحذروا أن لا تكون تلك المحطات مكان للفساد والسوء, فإن عرضوا فيها سوء وفساد فأنهم يحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يظلونهم بغير علم.