أكد الشيخ محمد بن إبراهيم السبر، المدير التنفيذي لمكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالبديعة، على حرمة الدماء المعصومة، وخطورة استحلال الدم الحرام، وسفكه بغير حِله، مبيناً أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية جاءت مؤكدة لهذا الأمر، مندداً بالاعتداء على دوائر الحدود والأمن في عرعر، وأنه خروج عن جماعة المسلمين وإمامهم. وقال فضيلته: إن من دلائل تعظيم الله تعالى تعظيمُ دينه، والغيرةُ على حرماته، والتزام شريعته، والعملُ بأوامره واجتناب زواجره، والدماء المعصومة حرمتها عند الله عظيمة، وغلظتها شديدة.. فقتلُ النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق من كبائر الذنوب، وعظائم الحوب، التي توبق صاحبها، ويستحقُ بسببها العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى في سورة الفرقان: (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق…) وقال: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق..) وقال (صلى الله عليه وسلم): "من قتل مؤمناً متعمداً، فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً". وتابع: "المسلم في سعة من دينه، وفي فسحة من ذنوبه، حتى يباشر القتل ظلماً وعدواناً، فيضيق عليه الأمر؛ لعظم شأن الدم، قال (صلى الله عليه وسلم): "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، وفي رواية: "في فسحة من ذنبه" رواه البخاري". وأشار الشيخ السبر إلى أنه من أعظم الخسارة، وأشد الخذلان: أن يورِّط الإنسان نفسه في دم حرام، قال ابن عمر (رضي الله عنهما): "إن من وَرَطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله"، وقال: "إن الدم المعصوم له شأن عظيم عند الله تعالى، فلا يجوز سفكه بغير حق، أو التهاون في أمره، وإذا كان النهي الشرعي قد زجر عن قتل البهيمة بغير حق، ورتب على ذلك وعيداً فكيف بقتل الآدمي؟! ثم كيف بقتل المسلم؟! الذي دمه أغلى دم على وجه الأرض قال (صلى الله عليه وسلم): "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" رواه الترمذي والنسائي. وأضاف: إن الدم الذي يُسفك ظلماً وعدواناً لا يضيع، ولو تمالأ أهل بلد على قتل مسلم لقتلوا به، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم على سفك دم محرم لأُخذوا به، وعُذبوا بسببه، كيف لا والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" رواه الترمذي. وحملُ السلاح على المؤمنين، وترويعهم به، من الذنوب ولو لم يقاتل به، فكيف بمن قاتل به؟! قال (صلى الله عليه وسلم): "من حمل علينا السلاح فليس منا" رواه الشيخان. وقال: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه". كما أوضح فضيلته أن قصد المسلم بالترويع والقتل من كبائر الذنوب، ومن أبين صور ذلك: التفجير والتخريب في بلاد المسلمين، وقصد المعصومين بالتخويف والترويع، والإيذاء والقتل، وما حصل قبل أيام في مدينة عرعر من قصد بعض دوائر الحدود والأمن بالتفجير، وقتل رجال الأمن ما هو إلا ضربٌ من ضروب الفساد في الأرض، وفاعله قد أتى جرماً عظيماً، وعلَّق في رقبته دماء معصومة. وآثار هذا العمل الشنيع وأمثاله تطول نساءً بالترميل، وأطفالاً بالتيتيم لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة، وفيها من الإثم، والغدر، والبغي ما فيها، ولا يستفيد منها إلا أعداء الملة والدين، الذين يعجبهم أن يختلط أمر المسلمين، وتذهب دولتهم، ويختل أمنهم، ويضرب بعضهم رقاب بعض. وطالب الشيخ السبر الدعاة، وأئمة وخطباء المساجد، والمربين، والإعلاميين، ببذل دور أكبر في التنويه بقضايا الأمن، وحفظ الضرورات التي جاءت الشرائع بحفظها، وتربية النشء على تعظيم شأن الأنفس والدماء المعصومة، والسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، وعدم منابذتهم، والخروج عليهم، والحرص على الجماعة وربطهم بكبار العلماء، وإشاعة روح المسؤولية المشتركة في حفظ الأمن والحفاظ على المكتسبات والمنجزات مع التحلي بخلق الرفق والحلم والإقناع عن طريق الحوار، من خلال الخطب والمحاضرات والندوات وشتى الوسائل المتاحة. وأسأل الله أن يحفظ الراعي والرعية، والأمة الإسلامية، ويجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، ويحقن دماءهم، ويحفظ عليهم أمنهم، ويرد ضالهم إلى جادة الصواب.