قال مختصون ل"تواصل": إن التحديات والمنافسة العالمية التي تواجه صناعة البتروكيماويات الخليجية لا يمكن إغفالها، وخاصة ما يتعلق بسياسة الاستدامة التي تعد من أهم العوامل التي يركز عليها العالم الصناعي أجمع؛ لما لها من أهمية تساعد في خلق الجودة والمنافسة، وقبل كل شيء المحافظة على تميز البيئة، ومصالح المجتمعات الإنسانية، بينما يرى البعض أن التكامل الصناعي من خلال التكتل والاندماج من العوامل التي تساعد على تقوية مراكز الصناعات الفنية والمالية؛ وبالتالي تحقيق أهدافها التطويرية للمواجهة والمنافسة مع الآخرين. وأكد الخبير والمطور الصناعي، علي الغامدي، ضرورة أن يكون هناك عمل وتركيز على كل التحديات التي تواجه الصناعات البتروكيماوية، خاصة أن هناك لاعبين جدداً في هذه الصناعة يعملون على التطور والتقدم من خلال الاندماج والتكتل والتكامل فيما بينهم، وهي شركات على مستوى دولي، بينما في الوضع المحلي ما زلنا ننظر على أن الاندماج، أو التكتل ضعف، أو غير مناسب. وقال: "لا بد أن يعلم المصنعون لدينا، أصحاب القرار في الصناعات أن هناك من يتطور من حيث التكنولوجيا والتقنيات، والأيدي العاملة، والأبحاث والتطوير، وفي منطقتنا مازلنا متأخرين بنسبة كبيرة". وأضاف: أن من بين التحديات التي لا بد أن يتم العمل على تحقيقها هو مبدأ الاستدامة، وهو موضوع بات يطرح نفسه كثيراً، وفي كل مناسبة وفعالية صناعية، بل إنه أصبح ينظم له لقاءات ومنتديات ومؤتمرات محلياً وعالمياً، وأصبح مفهوماً ملازماً لمضمون عملية التنمية والنهوض بالقطاع الأكثر إسهاماً في اقتصادات منطقة الخليج العربي؛ لما تزخر به من إمكانات لا يستهان بها من الموارد البترولية والبشرية على حد سواء. وبين المهندس الخبير الصناعي، وعضو مجلس إدارة شركة مجان، المهندس حسن صالح آل سالم، أن من ضمن التحديات التي تواجه قطاع البتروكيماويات عدم الاهتمام بالبحث والابتكار والتطوير بالشكل المطلوب، وعدم تشجيع العاملين في الصناعات على التميز والإبداع، وقد تكون شركة سابك الوحيدة في الساحة التي تهتم بشكل واضح ومتطور بالبحث والتطوير والاستدامة. وأشار إلى أنه وبالرغم من بعض الجهود، إلا أن الموظفين لدينا يهتمون بالعمل اليومي الروتيني، وهم قد يكونون غير ملامين؛ لعدم تشجيع شركاتهم لهم في الوقت الذي تجد فيه شركات عالية تحفز موظفيها على الإبداع والابتكار، لافتاً إلى أنه ومع المنافسة المحتدمة في قطاع البتروكيماويات العالمي، ستواجه صناعة البتروكيماويات في دول المجلس، خلال العقد القادم منافسة أكثر ضراوة، يقف وراءها منتجون جدد، يمتلكون مصانع أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، ووفرة في الغاز، وأكثر اعتماداً على التقنية المتقدمة، وأعلى قدرة على الابتكار، فإما أن نسايرهم، أو نبقى في دائرتنا المغلقة. من جهته، قال المهندس أسعد الغامدي، الرئيس التنفيذي لشركة التكامل للحلول الاقتصادية: "من وجهة نظري أن تحقيق الاستدامة في قطاعاتنا الصناعية ستسهم في إيجاد صناعة منافسة محلياً وعالمياً، فمن خلالها يتحقق الكثير وهي العنوان الأفضل للتطور، حيث تحدث التغيرات في الأفكار، والمنتجات، والتقنيات، والبيئة، وتحافظ على مكتسبات الأجيال المتعاقبة". وقال هناك موضوع آخر، وقد تمت الإشارة إليه من قبل مختصين متعددين سابقاً، وهو من أهم العوامل التي تسهم في مواجهة التحديات، حيث هناك محدودية مساهمة صناعة البتروكيماويات في دول المنطقة في تنويع اقتصاداتها المحلية، وتوسيع نطاق التوظيف لآلاف الشباب الذين يدخلون سوق العمل سنوياً، وهنا فإن على البتروكيماويات في المنطقة الكثير من العمل للتحوّل على مستوى العمليات والمنتجات النهائية، التي تُعد أمراً مهماً لتحقيق المزيد من القيمة المضافة، واستحداث الوظائف، وتنويع القاعدة الاقتصادية.. فحتى الآن تستحوذ صناعة البتروكيماويات الأساسية (أسمدة، بولميرات) على 80% من طاقة البتروكيماويات في دول المجلس، في حين لا تتجاوز نسبة المنتجات المتخصصة 0.5% من إجمالي طاقة صناعة البتروكيماويات.. وبهدف زيادة هذه الحصة، فإن ذلك يتطلب إستراتيجية تنويع مزدوجة، تقوم على التنويع الرأسي في مراحل سلسلة الصناعات التحويلية؛ وصولاً إلى المنتجات النهائية، والتنويع الأفقي المتمثّل في قطاعات الخدمات المساندة.. ينبغي لصناعة البتروكيماويات، وحكومات المنطقة أن تستعد جيداً لمواجهة هذه التحديات، وأن توجد طرق عمل مناسبة لزيادة مرونة الصناعة أمام الاتجاهات المستجدة.