حذر الدكتور نزار بن حسين الصالح، أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود، الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب، من الوقوع في إدمان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع السعودي، وبالخصوص على الشباب، معتبراً أنها المتغير رقم واحد في حياتنا الحالية، رغم أنها أسلوب إيجابي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة وأماكن العمل. ومؤكداً أن إدمان استخدام هذه الشبكات سيؤثر، بما لا يدع مجالاً للشك، على السلوك الاجتماعي، وربما تنعكس على حياتنا العائلية والعملية، من خلال الفشل في الحياة الاجتماعية والعزلة عن المجتمع، وسلبية الإنتاج لدينا، والشعور السلبي، بالإضافة إلى فقدان الثقة في النفس. وأكد د.الصالح أن الكثير من الناس يتحققون فور استيقاظهم من المواقع الاجتماعية من خلال أجهزة هواتفهم الذكية أو أجهزة الحاسوب لديهم، ذاكراً أنه على سبيل المثال في الولاياتالمتحدةالأمريكية يقضي مستخدمو الإنترنت الأميركية ما يزيد على 22 % من وقتهم على الانترنت باستخدام موقع الشبكات الاجتماعية، لذا فعندما يتغلغل الإعلام الاجتماعي في نسيج حياتنا اليومية، ونقضي معظم وقتنا نستخدم الإنترنت، فإن الإدمان على استخدام الشبكات الاجتماعية ربما يكون السبب في ذلك، لذا فإن تحديد ما إذا كانت تأثيرات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وأثرها السلبي على حياتنا ليست دائما سهلة. وعن دلائل الإدمان ذكر د.الصالح عدة طرق لتحديد ما إذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى مشكلة لدينا، منها التأكد من "فقدان العلاقات الاجتماعية" حيث إن شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك أو التويتر، هي وسائل تواصل اجتماعي للتقارب العائلي وبناء الصداقات، لكن عندما ترفض خططاً للخروج مع الناس في الحياة الحقيقية وتفضل قضاء بعض الوقت على الشبكة الاجتماعية، فإن هذا السلوك يشير إلى وجود مشكلة تواصل اجتماعي لديك، إن تخصيص معظم وقتك لاستخدام الإنترنت، لدرجة أنك تتجاوز الوقت الذي تقضيه مع الناس في الحياة الواقعية يجعل الناس من حولك يشعرون بالإهمال والألم، وعلاقاتك مع الأشخاص الذين من حولك تتعرض للفشل وتشعر بالعزلة، لذا اسأل نفسك هذا السؤال (هل استخدامك لشبكات التواصل الاجتماعي "غير الواقعي" يطغى على التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية مع الآخرين)؟ ودليل الإدمان الثاني، وفق ما قاله د. الصالح يتركز في "فقدان القدرة على النوم"، وهناك فرق بين البقاء حتى ساعة متأخرة لإنهاء مهمة، أو عمل ضروري، أو للتحقق للمرة الأخيرة قبل النوم من شبكة التواصل الاجتماعية للحفاظ على الدردشة على شبكة الإنترنت، معتبراً أن الاتصال مع الآخرين هو وسيلة رائعة للحاق بالآخرين، أو لزيادة شبكة التواصل الاجتماعي في حياتك المهنية، لكن السماح لشبكات التواصل الاجتماعي أن تؤثر على وقت الراحة الذي كنت بحاجة إليه فإن ذلك يؤثر سلباً على مستويات الطاقة والإنتاجية لديك، ومن هنا فإن البقاء حتى وقت متأخر، أو إجبار نفسك على البقاء مستيقظا طوال الليل للتواصل الاجتماعي على الانترنت يؤثر على مزاجك، ويجعلك سريع الغضب، وكي تعرف أنك في مشكلة أم لا، سل نفسك (هل استخدامك لشبكات التواصل الاجتماعي "غير الواقعي" يجعلك مستيقظاً طوال الليل؟). ويظهر ضياع الوقت بارزاً كدليل ثالث على وقوع الشخص في إدمان شبكات التواصل الاجتماعي، وحسب قول د.الصالح، كما أوردته (الرياض) فإذا كنت تفقد الكثير من الوقت أثناء الجلوس أمام الكمبيوتر من جراء استخدامك لهذه الشبكات فإن ذلك يعني أنك قد تكون مدمناً على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبراً أن إنفاقك لأكثر من ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي لغير حاجة، أو إذا لم تعرف كم من الوقت مر منذ استخدامك شبكة التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يصبح مشكلة، وينبه د. الصالح لهذه النقطة بقوله "إذا كان استخدامك لشبكات التواصل الاجتماعي ينسيك الذهاب لأخذ أطفالك من المدرسة، أو نسيان بعض المواعيد فإن ذلك يؤثر سلبا على حياتك، لهذا لابد لك من مصارحة نفسك (هل استخدامك لشبكات التواصل الاجتماعي "غير الواقعي" يؤثر على تذكرك للالتزامات العائلية أو العملية).