يذهب أحد خبراء الانترنت بالأردن الى القول أن اسقاط وصف الإدمان على مستخدمي الشبكة العنكبوتية يتنافى والآفاق التي تفتحها امام المشتركين لإثراء معارفهم وخدمة البحث العلمي وتسهيل مهماته.، ويرجح هذا الخبير ان المقصود من كلمة إدمان هو هدر الوقت الذي يمارسه كثير من مستخدمي الانترنت في مجالات لا تعد اهدافا نبيلة توختها فكرة الانترنت اصلا وبالتالي فان هذا النفر يسخرون الانترنت في غير غايته. ويثور تساؤل عن العزلة الاجتماعية التي يدخل دهاليزها المستخدمون وفي ذلك تهديد لدفء العلاقات الانسانية المباشرة التي تندثر امام عالم الانترنت المذهل. تهديد النسيج الاجتماعي ويرى حمود عليمات مدير مركز شبكة التعلم للتنمية العالمية "اثير" في الجامعة الاردنية ان ميول شخصية مستخدم الانترنت تحدد وجهة اهدافه اذ تنبسط امامه مساحة واسعة من حرية الاطلاع والحركة فاما ان يكون سلبيا في خياراته او ايجابيا، وهذه قضية خلافية فهناك كثيرون يخصصون اوقاتا طويلة للهث وراء المواقع اللا اخلاقية التي تحطم المنظومة الاخلاقية للشباب تحديدا والتي تعد حربا معلنة تهدد النسيج المجتمعي والأسري. ويعتقد عليمات ان الانترنت يفاقم ظاهرة هدر الوقت والتواصل السلبي كما يسهل جرائم الحاسوب في اختراق مواقع الافراد والمؤسسات. واشار الى ان الانترنت يعد مصدرا غزيرا للمعلومات يستدعي التعامل معه قدرة انسانية كبيرة ليتسنى للانسان التمييز بين الغث والسمين في هذا الكم الهائل من تدفق المعلومات. بين الغث والسمين ويلفت عليمات الانتباه الى حقيقة ان معلومات الشبكة العنكبوتية تعتبر مبعثرة وهو ما يعد مشكلة خطيرة تؤدي الى اشاعة معرفة مبتورة. واكد على أهمية تربية العقل على التعامل مع المعلومات وهي مهارات فكرية واجتماعية لا غنى عن اتقانها، ذلك ان التثبت والحكم البصير على المعلومات من افضل الخصائص التي يمكن ان يتحلى بها الانسان. الإدمان كارثة وتقول الباحثة رنده عرفان ان الادمان من الكوارث التي جلبها الانترنت، فالإدمان يعني استلاب الشخصية الذي يؤدي الى فقدان العلاقات الانسانية لحميميتها، ناهيك عن التبعات الصحية للاستخدام الطويل للانترنت مثل آلام الظهر والرقبة والمفاصل والعينين والسمنة المفرطة وسواها. وارجعت الباحثة التي اعدت رسالة ماجستير حول (استخدام الشباب لشبكة المعلومات العالمية) أسباب الإدمان الى الفراغ وسوء تنظيم الوقت وعدم وجود روابط اسرية حميمة ورغبة المستخدم في اكتشاف المجهول والتقليد الاعمى. تعزيز الانعزالية ويقول بعض مستخدمي الانترنت ان الانترنت يعزز انعزالية الأفراد وانصرافهم عن الاهتمام بقضايا المجتمع والاسرة. ويشير هؤلاء الى ان الانترنت يعد مجالا للهروب من الواقع كما يعزز الاكتئاب والقلق، ويتسبب الانغماس في الإنترنت بحسب الدارسات في اضطراب الحياة الأسرية، ومؤخرا كشفت إحدى الدراسات أن 53 بالمائة من مدمني الإنترنت لديهم مشكلات أسرية ففي كندا لا يتوقف 63 بالمائة من مستخدمي الإنترنت عن العمل أثناء الإجازة لوجود أجهزة كمبيوتر في منازلهم مما يعرض حياتهم الزوجية إلى الانهيار وهناك نحو 263 ألف موظف يستخدمون الكمبيوتر والإنترنت في شركاتهم أيام الإجازات والغريب أنهم لا يطلبون أجرًا إضافيًا وهو ما يسمى ب(الإفراط المعلوماتي). مخاطر متوقعة وتتراوح المخاطر التي يتعرض لها مستخدم الإنترنت من ضياع وقته عن طريق إرسال مئات الرسائل عبر البريد الإلكتروني إلى سرقة حساب الدخول إلى الإنترنت أو كلمات السر للدخول في ساحات الحوار ليجد مقالات لم يقم بكتابتها. الأخطر من ذلك قدرة بعض المخترقين المحترفين على العبث بنظام التشغيل نفسه والسيطرة الكاملة على جهاز الضحية والتمكن من إرسال الفيروسات والبرامج المدمرة إلى أجهزة ضحايا آخرين. ففي الولاياتالمتحدةالامريكية اصدرت احدى المحاكم حكما بإغلاق احد أشهر المواقع على الإنترنت بعد أن تسبب في خسارة شركات الاسطوانات 300 مليون دولار معتبرة أن خدماته هي نوع من القرصنة التي تنتهك قوانين حماية حق المؤلف. خسائر بالمليارات ويعتقد خبراء وزارة المالية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ستتعرض لخسارة كبيرة تبلغ 11 بليون دولار من دخل ضريبة المبيعات بحلول عام 2003 بسبب التجارة الإلكترونية ومبيعات الإنترنت المعفاة من الضرائب وقد تكبدت إحدى كبرى الشركات الأمريكية خسائر بحوالي 1.7 مليار دولار من رأس مالها بسبب نشر أحد المتعاملين في البورصة معلومات خاطئة عنها على الإنترنت. ومن جانب آخر يدق نجاح القراصنة في اختراق موقع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ناقوس الخطر ورغم الآثار المحدودة للاختراق في إمكانية تلاعب القراصنة في توجيه شبكات السلاح والصواريخ في كبريات دول العالم.