ويأتي اهتمام منطقة الباحة بإقامة مهرجان العسل الدولي سنوياً مواكباً لما تمتاز به المنطقة من تنوع في الغطاء النباتي المعتمد على التنوع الجغرافي وتنوع المناخ الأمر الذي أسهم في انتشار نشاط تربية النحل وتمكين الكثير من ملاك النحل من إنتاج العسل . وهناك العديد من الأودية التي تعد من أبرز مراعي النحل في المنطقة منها وادي الخيطان ووادي العوامر بقشبه وأودية بيده ومعشوقة وشمرخ والخيه والمجمعه وماعل وكرا والعقيق وشوقب، وجميعها تمتاز باختلاف أشجارها حيث تنتشر أشجار السدر في الحجاز وتهامة وأشجار الطلح "الشوكة" في فروع مناطق السراة، فيما تنتشر أشجار السمرة من حدود الساحل إلى أسفل جبال السروات، وتوجد أشجار الضهيان في سفوح جبال السروات وهو ما يعرف بالأصدار. وتحمل طريقة جني العسل واستخلاصه وتنقيته أهمية كبيرة حرص المهرجان على تعليمها لزواره حيث خصص العديد من أجنحته لهذا الشأن، فطريقة جني العسل واستخلاصه وتنقيته تختلف بحسب نوعية الخلية سواء أكانت من النوع الحديث أو من الأنواع القديمة، فيما تتفق في أهمية مراعاة نظافة الأدوات المستخدمة ونظافة المكان وأن يكون ذا تهوية جيدة وخال من الرطوبة . وتختلف أسعار العسل المعروض في المهرجان بحسب نوعه حيث تتراوح من 200 إلى 700 ريال للكيلو الواحد، فسعر الكيلو من عسل السدر الصيفي يصل إلى " 300 " ريال، فيما يصل سعر الكيلو من عسل السدر البلدي نحو " 400 " ريال وبنفس السعر يباع كيلو عسل الضهيان ، إلا أن عسل المجرى والضرمة يصل لنحو "700 " ريال للكيلو، بينما يتراوح سعر الكيلو من عسل السمرة من 200 إلى 250 ريال ويصل سعر عسل الطلح لقرابة 300 ريال للكيلو الواحد . وتعد إقامة مهرجان العسل في الباحة سمة بارزة للهوية السياحية للمنطقة من خلال ما تحقق للمهرجان من تطور في فعالياته سنة بعد أخرى حتى اكتسب العالمية في دورتيه الأخيرتين، فضلاً عن تزايد أعداد المشاركين من داخل المملكة وخارجها. ولعل أبرز ما يميز مهرجان هذا العام هو ارتباطه بمهرجان التسوق بمحافظة بلجرشي الذي يضم القرية التراثية وسوق الأسر المنتجة الأمر الذي زاد من فعالياته الترفيهية والتجارية، علاوة على التجهيز المتكامل في الموقع لضيوف المهرجان من والرجال والنساء والأطفال والعائلات .