تترقب أنظار العالم بشغف نتائج القمة الأمريكية الروسية التي تعقد اليوم في العاصمة الفنلندية "هلسنكي" بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين. ووفقا ل"بي بي سي" فإن العلاقات بين "ترامب وبوتين" أصبحت تحت المجهر بسبب اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية 2016، وهو أمر تنفيه دائماً موسكو. وبينما تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية أن روسيا حاولت دفع الناخبين للتصويت على ترامب، يصف الرئيس الأمريكي التحقيق في إمكانية تدخل روسيا وعلاقتها بفريقه الانتخابي بأنه "تصيد له". ويسعى ترامب منذ توليه الحكم في يناير 2017 إلى تحسين العلاقات مع روسيا عكس ما دأب عليه الجمهوريون، لذلك دعا الشهر الماضي إلى إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع، وكانت عضويتها علقت بعد ضمها لشبه جزيرة القرم. أبرز القضايا المطروحة ومن أبرز القضايا المتوقع طرحها في اللقاء الذي سيمتد لثلاث ساعات، هي "الحد من انتشار الأسلحة" خصوصا وأن البلدان قد وقعا على اتفاق خفض حجم ترسانتهما النووية التي هي الأكبر في العالم، ويسري الاتفاق إلى 2021، وأي اتفاق على تمديده سيكون موقفاً إيجابياً. كذلك من المتوقع أن تتم مناقشة العقوبات الأمريكية التي فرضت على أشخاص وشركات بعد ضم شبه جزيرة القرم، ودعمها للانفصاليين في أوكرانيا. وكانت الولاياتالمتحدة قد منحت دعما عسكريا لأوكرانيا وسيكون بوتين سعيداً لو يختفي هذا الدعم، وسيكون ذلك اعترافا بضم شبه جزيرة القرم. الملف النووي الإيراني، ربما سيكون ضمن مناقشات اللقاء أيضا، خصوصا بعد انسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي، في وقت تعد فيه روسيا حليفا هاما لإيران. الملف السوري أيضا، والتدخلال الروسية فيه ربما يكون أحد أطراف النقاش، لكن لا يعرف ما إذا كان بوتين سيعرض على ترامب تحديد نشاطات إيران في سوريا. ما هو المتوقع من القمة؟ يرى مراقبون أنه من الصعب توقع ما يحدث لأن ترامب معروف بأسلوبه غير الاعتيادي، ولكن المستشارين الأمريكيين استبعدوا تغييرات كبيرة. وسيجري الرئيسان محادثات مغلقة لا يحضرها إلا المترجمون، وقد يتفق الطرفان على إعادة العلاقات الدبلوماسية لسابق عهدها بعد عمليات الطرد التي أعقبت حادثة تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. وسيكون للقمة تأثير على العالم كله لأن روسياوالولاياتالمتحدة كانتا دائماً على طرفي نقيض في نزاعات وقضايا دولية مثل سوريا وشبه جزيرة القرم وغيرها.