اندلعت مظاهرة في طهران احتجاجاً على هبوط قيمة العملة الوطنية تطالب الحكومة بتركيز مقدرات البلاد الاقتصادية على الشأن الداخلي والكف عن دعم التواجد العسكري الإيراني في سوريا لصالح بشار الأسد. وأفاد مراسل "روسيا اليوم" في العاصمة الإيرانية بأن العديد من المواطنين احتشدوا أمام وداخل سوق الأجهزة الإلكترونية في طهران رافعين شعارات احتجاج أبرزها "اتركوا سوريا". وفي وقت لاحق غرد وزير الاتصالات الإيراني قائلاً: "إنه زار سوق الجوالات اليوم، مشدداً على أن عمل السوق عاد إلى وضعه الطبيعي، وأن الحكومة سوف تسعى لتأمين العملة الأجنبية لأجل إعادة الاستقرار إلى السوق، داعياً إلى التصدي لمن يستغلون الأوضاع الحالية". كما بث التلفزيون الإيراني صوراً لعودة الهدوء إلى سوق الجوالات وإعادة فتح المحال التجارية. وهبط سعر صرف الريال الإيراني اليوم إلى 8900 لكل دولار أمريكي واحد مسجلاً أدنى مستوى له؛ ما دفع البرلمان الإيراني إلى عقد جلسة مغلقة لتدارك الموقف ودراسة الأضرار على الاقتصاد الإيراني. ونظم ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مطالبات شعبية واسعة طالت الرئيس حسن روحاني، وطالبوا بتغيير فريقه الاقتصادي بأسرع وقت ممكن، والبحث عن حلول للخروج من الأزمة التي بدأت ملامحها بالظهور والانعكاس على الواقع المعيشي للمواطن الإيراني البسيط. وقد أثر الهبوط الحاد للعملة الإيرانية أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والعقارات والسلع وخصوصاً المستوردة منها. وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب الشعب الإيراني نظام بلاده إلى وقف التدخل بسوريا، حيث شهدت محافظاتإيرانية عدة في أواخر عام 2017 احتجاجات عارمة سببها الفقر المنتشر والتدخل بسوريا. وتدعم إيران نظام بشار الأسد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؛ الأمر الذي أدى إلى نفقات مالية ضخمة على حساب الشعب الإيراني، إضافة إلى الخسائر البشرية التي تقدر بالآلاف من قوات الحرس الثوري والميليشيات التي تدعمها بسوريا.