شهدت العاصمة الإيرانيةطهران تدفق مئات المتظاهرين إلى شوارعها، احتجاجا على أحدث هبوط للعملة المحلية (الريال) أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي أشعل الاحتجاجات مجددا في وجه نظام الملالي الحاكم. واحتشد مئات المحتجين في مناطق التسوق الرئيسية في طهران، لمطالبة النظام الإيراني بالتحرك أمام التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي منذ أشهر عدة. ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، عبر تغريدة لها في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، الشباب في طهران إلى الانضمام للمحتجين الذين يجوبون العاصمة. تراجع مستمر وهوى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي، في السوق غير الرسمية، مواصلا خسائره وسط مخاوف من نتائج العقوبات الأمريكية، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران. وقال العديد من المتظاهرين من أصحاب المتاجر ممن يبيعون الهواتف المحمولة: إن ارتفاع سعر الدولار يجعل سعر الهواتف المستوردة بعيدا عن متناول المستهلكين، الأمر الذي كبد المستوردين خسائر فادحة. وتتراجع العملة الإيرانية منذ شهور بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف والصعوبات المالية في البنوك المحلية والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتجدد العقوبات الأمريكية على نظام طهران، بما قد يقلص صادرات البلاد من النفط وغيره. وتدخل بعض العقوبات حيز التنفيذي بعد مهلة «تصفية أعمال» تبلغ 90 يوما، وتنتهي في 6 من أغسطس المقبل، وأهمها العقوبات، التي تستهدف قطاع البترول، بعد مهلة 180 يوما تنتهي في الرابع من نوفمبر القادم. دعوة رجوي ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، الشباب في طهران إلى الانضمام للمحتجين، وأكدت عبر تغريدتها في تويتر، أن أزمة الغلاء وارتفاع سعر الدولار والحالة الصعبة التي وصل إليها الشعب الإيراني ما هي إلا نتيجة لسياسة النظام الإيراني ورموزه ممن نهبوا مئات المليارات، أو أنفقوا الأموال لقمع الشعب أو للتورط بالقتال في سوريا وبقية دول المنطقة. وكتبت رجوي: «أدعو جميع الشباب والبازاريين في طهران إلى الانضمام إلى المحتجين. أزمة العملة والغلاء غير المسبوق الذي كسر ظهر المواطنين هما حصيلة سياسات الملالي الحاكمين الذين نهبوا مئات المليارات من أموال الشعب في السنوات الأخيرة أو أنفقوها للقمع الداخلي أو القتل في سوريا ودول أخرى في المنطقة». المؤسسون المنتخبون وأضافت رجوي مخاطبة الشباب الإيراني: دستورنا ليس فيما يتبناه مجلس خبراء الجريمة، وإنما هو المبادئ المحفورة في قلب كل إيراني وسيكتب غدا على أيدي المؤسسين المنتخبين. ونوهت رجوي قائلة: «دستورنا هو الحرية والديمقراطية والمساواة. دستورنا ليس فيما يتبناه مجلس خبراء الجريمة، وإنما هو المبادئ المحفورة في قلب كل إيراني وسيكتب غدا على أيدي المؤسسين المنتخبين من قبل الشعب». وكانت قد انطلقت حملة مطالبات شعبية واسعة النطاق، نظمها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالبت الحملة بتغيير الفريق الاقتصادي، والبحث عن حلول للخروج من الأزمة التي تثقل كاهل الإيرانيين. كما هتف المحتجون ضد التدخل الإيراني في سوريا الذي تبعته أضرار فادحة أنهكت الاقتصاد وأتعبت المواطنين، وطالب المحتجون نظامهم بالانسحاب الفوري. وملأت احتجاجات التجار، الاثنين، منطقة «جسر حافظ» في العاصمة الإيرانيةطهران، في حين أغلق الباعة المحال التجارية، احتجاجاً منهم على ارتفاع سعر صرف الدولار. خوف النظام وكان وزير خارجية النظام الإيراني، محمد جواد ظريف، قد حذر من سقوط النظام وتفكيك إيران إذا ما فشل الاتفاق النووي، على حد تعبيره. وقال ظريف خلال اجتماع مع ممثلي غرفة التجارة الإيرانية، الأحد: إن «هدف العدو ليس النظام أو حكومة روحاني، بل إيران برمتها التي يريدون تدميرها» على حد زعمه. وأضاف: نحن جميعا في إيران نجلس في سفينة واحدة، من الأصولي والإصلاحي، وغير المنتمي، والمعارض. وتابع: لا تعتقدوا أنه لو ذهب روحاني، فإن الأصولي سينجح، وعلى البعض ألا يتصور أنه سيستلم الحكم إذا فشل النظام. وزعم وزير الخارجية الإيراني أن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة هو انسحاب إيران من الاتفاق النووي، مضيفاً: إن فشل الاتفاق خطير جداً على إيران فيما إذا كان علينا الخروج منه رغم أنه ليس خيار النظام، على حد قوله. ولوح ظريف بالقول إن الدول الأوروبية لا تستطيع فعل الكثير من أجل إنقاذ الاتفاق النووي رغم أنها وعدت بمواصلة العلاقات التجارية من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة. إستراتيجية مدمرة إلى ذلك قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي في تصريح صحفي حول الدور المدمر لقوات الحرس التابعة لخامنئي في منطقة الشرق الأوسط وما يحدث الآن في اليمن وسوريا: إن مبتكر استراتيجية تصدير التخلف والإرهاب كان الخميني نفسه وهو من وفر أيضا جميع الظروف والأدوات والأعمال من أجل المضي قدما بهذه الاستراتيجية المدمرة، مضيفا: إن خامنئي خلال لقائه مع أعضاء الجمعية العالمية المسماة أهل البيت التي تعتبر المؤسسة الدعائية لإرهاب ولاية الفقيه قال: العمق السياسي والاستراتيجي لنظام الجمهورية الاسلامية في داخل البلاد الاسلامية هو من شمال إفريقيا حتى شرق آسيا. وأبان عقبائي: نظام ولاية الفقيه لديه حاجة حيوية في تصدير الإرهاب والأصولية والتخلف من أجل حماية وجوده وتجنب السقوط الحتمي ولهذا السبب سقط قلب اخطبوط الأصولية والإرهاب في خشية ورعب من الانتفاضة والغضب الشعبي في إيران فهو ينبض بشدة في بيت الولي الفقيه ويرى بقاءه في خلق المزيد من انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة. وأردف: اشتداد حدة الانتفاضة الشعبية الإيرانية مع مطالب إسقاط نظام ولاية الفقيه واستمرارها التي نشاهدها يوميا يدفع النظام لزيادة تدخلاته في بقية بلدان المنطقة.