إن التفكير بالمقلوب يفتح العديد من الخيارات ويوسع الأفق لطرْق المزيد من الأبواب فتسويق الذات ما عاد فضلة بل قضية حساسة خاصة ومفهوم الخصخصة يطرق مسامعنا بين حين وآخر والذي لا يعترف إلا بالأفضل والأميز. عندما تغير نظرتك لذاتك وقدراتك ومواهبك وتراها منتجاً يستحق، وتعيش لعبة المنافسة ستعمل جاهداً لاستثمارها الاستثمار الأمثل وستخرج عندها من دائرة الراحة. لا تقتصر دورة الحياة على الكائنات الحية؛ وإنما هي سُنة من سنن الله في الكون، تنطبق على كثير من الأمور فأنت كمنتج تمر بمراحل أربعة هامة يجب الوعي بها وتحديد موقعك منها. المرحلة الأولى: الانطلاق والإقلاع إنها مرحلة حيوية ينشأ خلالها الوعي والالتفات للذات وتحديد المجال واستثمار القدرات، خطورة هذه المرحلة يكمن في الحماس وارتفاع سقف التوقعات والذي ربما لا يصمد أمام الصدمات، التخطيط الواعي واستشارة المختص تقلص الفجوة وتباعد الانتكاسة المرحلة الثانية: النمو والتطور إذا لم يمت منتجك وتفقد حماستك في المرحلة الأولى فسوف تستمر في التنامي وتكون بذلك متقلباً في فضاءات عطائك فالمنافسة تتطلب التفرد والتحسين المستمر، حدد متطلبات منتجك وحجم نطاق اهتماماتك فأنت تريد أن تكون شيء والتشتت في عدة مجالات يجعلك لا شيء. المرحلة الثالثة: النضج في هذه المرحلة يكون المنتج قد أخذ وقته ومع توالي الفرص وخوض التجارب يكون قد احتل مكانه وعرف في سوق المنافسة وهناك يركن الكثير لمستواه فيغلب عليه التكرار والذي قد يفقده بريقه ويخسر الكثير من جماهيره ومحبيه المرحلة الرابعة: الإشباع ثم التراجع الكثيرون في هذه المرحلة يعودون لدائرة الراحة مرة أخرى وبذلك يخسرون الرهان وفرص الانتشار، وأفضل استثمار لهذه المرحلة والذي يعد كصدمة كهربائية تعيد له الحياة يكمن في التوريث ونقل الخبرة وإعداد القادة وبذل الرأي والمشورة. كيف أسوق نفسي؟ يردني هذا السؤال كثيراً وعادة ما أرد السؤال بسؤال ما الذي ستسوقه أصلا؟ إن 80% من الفرص لا يُعلَن عنها والشركات الكبرى ما عادت تفكر إلا فيمن يسد حاجتها، فهل لديك ما يستحق الشراء ويثير رغبتها للبحث عنك؟ التسويق حرق للمراحل وتسريع وتيرة الوصول للهدف تحديد منتجك والعمل على تنميته وتطويره والتعمق فيه مطلب ملح ومستمر؛ حتى لا تقفز بك الفرص لمقام لا تقوى عليه ولا تستطيع الوفاء به. فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات