قبل قرابة العشر سنوات كان هناك قنوات هادفة لا تبث الموسيقى ولا تسمح بإِظْهَار النساء وهنّ فِي صورة غير شرعية بعدد قد يتجاوز عشر قنوات مؤثرة وبنسبة مشاهدة جيدة لَمْ يَتَبَقَّ منها سوى ثلاث أو أربع قنوات فما هو السبب فِي عدم اسْتِمْرَارها؟ أعتقد وأنا قد عاصرت تلكم القنوات بل وَشَارَكت فِي بعضها أن الأسْبَاب كثيرة ولكن السبب الرئيس هو عدم وجود (رؤية ورسالة وهدف) لتلك القنوات فكانت تبث مَا تيسر ومن يعمل بها هم أَقَارِب ومعارف وأصدقاء مالك القناة، ولم تحرص هذه القنوات على استقطاب المتميزين ولا على جودة المحتوى، ولم يكن لها دراسة جدوى وتحليل لما يصلح للبث من عدمه ولا غرابة أن تذهب وتختفي وكأنها لم تكن. وما تبقى من هذه القنوات مَا زَال بعضها على نفس الوتيرة مع تحسن بسيط، ولكن بقيت منهجية المعارف (والشللية) تنخر فِي بعضها فلا يعمل إلا من كان له معارف بهذه القناة بل حتى الضيوف ينتقون بِحَسَبِ مزاج المالك للقناة، أو إن كان له علاقة بأحد العاملين بهذه القناة، فلماذا أيها القائمون على قنواتنا الهادفة؟ أين حق المشاهد واحترام ذوقه فِي بث مَا يفيد وينفع وهل أصبحت مُهِمَّة بعض القنوات الهادفة هي (الرقص والضحك) وشبه انعدام للفائدة؟ هل مَا يقدم فِي هذه القنوات الهادفة قد مر على مختصين تربويين ونفسيين، بل هل يوجد بهذه القنوات شراكات مع شركات متخصصة فِي (صناعة المحتوى الإعلامي) بحد علمي لا يوجد بل إن أغلب من يعمل بهذه القنوات الهادفة هم غير مختصين البتة وَحَتَّى اللغة العَرَبِيّة نُحرت ببعض هذه القنوات ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهنا أتساءل لو مررنا على الأربع أو الخمس قنوات الهادفة المتواجدة حَالِيّاً ونظرنا إِلَى المسؤولين عن مَا يخرج على شاشاتهم لا تجد من يمتلك تخصص ماجستير أو دكتوراه فِي الإعلام أو متخصص فِي المحتوى الإعلامي فكيف تعطى القوس لغير باريها؟ ونحن نتكلم عن مادة ستدخل أغلب البيوت وسيشاهدها الأب والأم والبنت المراهقة والطفل وهنا تكمن المصيبة العظمى؛ إِذْ هل مَا يقدم بهذه القنوات التي تزعم أنها هادفة يتناسب مع هذه الفئات؟ أم أن هذه القنوات تحرص فقط على نسبة مشاهدة أعلى ولا تهتم بالمحتوى الثقافي الديني الوسطي القيمي. يا ملاك هذه القنوات… إخواني وزملائي الذين يعملون بهذه القنوات.. اتقوا الله فينا ولا يخرج من شاشاتكم برنامج إلا وقد مر على لجان متخصصة، وما يتوافق مع الدين والقيم والأَخْلَاق، وإن اختلفت هذه المعايير فلا فرق بينكم وبين بقية القنوات الهادمة للبيت المسلم. ملاحظة: المقالات المنشورة تعبر عن رأي الكاتب