أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن روسيا انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن الدولي، واستمرت في عدوانها وقتل المدنيين في الغوطة الشرقية. وقال كاتب الصحيفة مارتن تشولف في تقرير له بعنوان "تحت القنابل، الغضب ينصب على الأطراف كافة"، إنه عندما أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بدعم من الأممالمتحدة يوم السبت، بحث سكان الغوطة من جديد عن ملاذ خشية ما قد يحدث لاحقاً. وأضاف "تشولف"، أنه بعد مرور ثلاثة أيام، بات واضحاً أن ما وصف بوقف إطلاق النار لم يؤدِ إلى تراجع في وتيرة العنف، وأن روسيا انتهكت الهدف من الاتفاق خلال ساعات، إذ أرسلت طائراتها لتسقط المزيد من القنابل مع بدء قوات نظام بشار وأخرى مدعومة من إيران توغلا بريا في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتابع "تشولف" قائلاً مع استمرار سقوط القنابل في الغوطة، قالت ميادة صبحي، وهي من سكان المنطقة: "لا يمكن لشيء أن يوقف مأساتنا. لماذا نؤمن بأن العالم سيأتي لينقذنا؟ من يقتلونا يدركون أنه لن ينتقدهم أحد". فيما علقت صحيفة "التايمز" على حديث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن ضرورة تنفيذ غارات ضد قوات نظام بشار التي ثبتت أنها استخدمت أسلحة كيماوية ضد المدنيين مرة أخرى. وأعرب جونسون عن أمله في ألا يقف الغرب ساكنا في حال وقوع هجوم كيماوي، مؤكداً على دعمه لتنفيذ غارات محدودة إذ ظهرت "أدلة لا تقبل الجدل" بشأن تورط النظام السوري، وفقاً لما ذكرته "التايمز". وأكد جونسون أمام مجلس العموم البريطاني أنه إذا وقع هجوم آخر، فإنه "يأمل ألا يقف الغرب ساكنا"، لكنه أقر بأنه لا توجد رغبة دولية كبيرة في تنفيذ عمل عسكري مستمر ضد قوات النظام السوري. وقال وزير الخارجية البريطاني، إنه استدعى السفير الروسي لدى لندن، ألكسندر ياكوفينكو، على خلفية الأوضاع في الغوطة الشرقيةبسوريا، وأضاف في هذا الإطار: "على ضوء المستجدات الأخيرة، طلبت من السفير الروسي في لندن اطلاعنا على خطة بلاده في تنفيذ القرار 2401 (التابع لمجلس الأمن الدولي)". واعتمد مجلس الأمن -بالإجماع- القرار 2401، السبت الماضي، والذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يوماً على الأقل في سوريا ورفع الحصار، المفروض من قبل قوات النظام، عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان. وأفاد جونسون أنه بحث مع عدد من نظرائه آخر المستجدات على الساحة السورية، بينهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. وتابع أن التوصل لاتفاقية سياسية هو الحل الوحيد لإنهاء المجازر في سوريا. معرباً عن رغبة بلاده في إبرام اتفاقية في هذا الخصوص. وشدد على أن نظام الأسد يتحمل مسؤولية المأساة الجارية في سوريا. مبيناً أنه يلقى دعماً قوياً من قبل روسياوإيران، ودعا جونسون، روسيا إلى استخدام نفوذها على النظام السوري، لإقناعه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأوضح أن الحرب في سوريا أسفرت عن مأساة إنسانية لا مثيل لها في العالم. وأشار إلى أن النظام السوري سمح لمرة واحدة فقط بإدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية خلال العام الحالي، كانت تشرف عليها الأممالمتحدة. وتتعرض الغوطة الشرقية في محيط دمشق لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام منذ أشهر، ما أسفر عن مئات القتلى. وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.