مع تنامي حركات التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، قدَّم عدد من العلماء رؤيتهم للموقف الشرعي من هذه الحركة، وطالبوا بدعم الأسرى على المستويين الشعبي والرسمي ومواصلة الضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل تحقيق مطالب المضربين. وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إن ما يقوم به الأسرى الفلسطينيون من إضراب واسع وشامل يأتي ضمن "مطالبهم المشروعة وحقهم الشرعي"، وأن المطلوب هو دعم هذا الحق فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا. وأكد صبري أن الأسرى من حقهم الإضراب "ما لم يؤد ذلك إلى الموت المحقق"، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو الضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالبهم المشروعة والعادلة كإنهاء العزل ووقف الاعتقال الإداري الذي تستخدمه إسرائيل بناء على قانون سنّه الانتداب البريطاني عام 1945 ويقضي باعتقال الأشخاص دون محاكمة وتهم محددة. ورأى أن واجب علماء فلسطين وغيرهم دعم الأسرى والدعاء لهم بالثبات والصمود، والضغط على إسرائيل بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والشعبية للاستجابة لمطالبهم. من جانبه، رأى رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ الدكتور سالم سلامة، أن إضراب الأسرى يعتبر من "أعلى أنواع الجهاد"، كونه جهادا بالنفس وبالروح التي لا يملكون غيرها. وقال سلامة إن هذا الإضراب ورغم مرارته على الأسرى، فإنه يعد سلاحهم في معركتهم السياسية وأن ذلك هو ما "يُغيظ الاحتلال ويجبره على الرضوخ لمطالبهم". ولفت إلى أن من يتوفى من هؤلاء الأسرى "يرتقي شهيدا لهذه الأمة كلها"، مضيفا أن الأسرى يضربون عندما يرون "أن الأمة تركتهم نهبا للمرض ونهبا للجلاّد"، رغم أنهم يقومون بذلك "سدا عنها". وشدد سلامة على أن ما حدا بالأسرى للإضراب هو أنهم وصلوا لمرحلة "لا تُطاق"، حيث إن السجّان ضيّق عليهم بشكل لم يعد يحتمل، وخاصة مع العزل الانفرادي لأكثر من عشر سنوات لأسير و20 سنة لآخر. أما مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين فقد أكد أن هذا الإضراب هو "ضمن الوسائل المشروعة التي يتخذها الأسرى لنيل مطالبهم التي تضمن لهم أبسط الحقوق الإنسانية". وقال إن الامتناع عن الطعام هو آخر الوسائل والإجراءات التي سلكها الأسرى لنيل حريتهم، مضيفا أن من يفقد حياته جرّاء ذلك "نحسبه إن شاء الله شهيدا ونسأل الله أن يحتسبه كذلك".