إنّ ما يحدث حالياً في طهران يُعدّ بمثابة زلزال مدمّر سيقلب الأوضاع رأساً على عقب ويقضي على خزعبلات وترّهات الملالي الذين أفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل فأصبحت إيران بلداً فقيراً ومنبوذاً بسبب تلك التصرفات التي لا يقرّها دين قويم ولا عقل سليم. تمّ صرف المليارات من خزينة الشعب الإيراني من خلال المؤامرات ودعم الأنظمة الدكتاتوريّة المستبدّة وقمع الشعوب المغلوبة على أمرها والتي تناضل من أجعل استعادة حرّيتها وكرامتها وقبل ذلك كله تطبيق شرع ربّها القويم بعيداً عن الخزعبلات والدّجل وأكل أموال الناس بالباطل. لقد عانى الشعب الإيراني بعامة وأهل السنّة بخاصة من ذلك النظام الذي عفا عليه الدهر. هل يُعقل أنّ مدينةً مثل طهران عدد سكانها يربو على 12 مليون نسمة لا يُوجد فيها مسجد واحد لأهل السنّة بينما يُوجد بها كنائس للنصارى وكنيس لليهود !؟. يقول أحد السفراء العرب في لقاء مع قناة صفا الفضائية : " لا يوجد مسجد لأهل السنّة في طهران ". وأضاف أنّهم كانوا يصلّون الجمعة في " كراج " بالملحقيّة السعودية يتمّ فرشه لهذا الغرض باعتبار الخطبة باللغة العربية، وقال إنّ هذا خاص بالدّبلوماسيين العرب وعوائلهم، ومع ذلك فقد أرسلت السلطات الرسميّة الإيرانية من يطالب بغلق هذا المصلى مع أنه لا يُجهر فيه بالآذان. في بداية الثورة الخمينية استبشر الإيرانيون وكثير من المسلمين خيراً لأن الخميني وأنصاره رفعوا لواء نصر الإسلام ومعاداة أمريكا واليهود ولكن الواقع كذّب ادّعاءهم فهاهو واقعهم المخزي يُكذّب ادعاءهم. هم يقولون صباح مساء : " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " فإذا بسهامهم وخناجرهم وصواريخ غدرهم تُوجّه إلى صدور أهل السنة في كثير من بلاد المسلمين وعلى رأس ذلك بلاد الرافدين والشام واليمن. كما أنّهم يجهدون ليل نهار في نشر مذهبهم المنحرف في كثير من بلاد المسلمين وبخاصة البلاد غير العربية لوجود الجهل وصعوبة التفريق بين الحقّ والباطل ولعدم فهم الأمور الشرعية من خلال اللغة العربية التي نزل بها كتاب الله تعالى وحفلت بها سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ومما يؤسف له في هذا الصدد أنّ أهل السنة انشغلوا بخلافاتهم وانحسرت جهودهم الدعوية وخلت منهم الساحة فاستغلها الروافض لنشر عقائدهم الفاسدة. وفي الختام أقول ؛ هل آن الأوان لملالي إيران ليشربوا من نفس الكأس الذي أسقوه بعض الشعوب العربية ؟ هذا ما يلوح في الأفق وهذا ما نرجوه وليس ذلك على الله بعزيز.