أصدرت وزارة الزراعة ممثلة بإدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي بالتعاون مع إدارة الموارد الطبيعية مؤخرا دليل المراعي الطبيعية في المملكة للدكتور أحمد بن عبداللطيف الخولي . وبين المشرف على الدليل المدير العام للموارد البشرية بوزارة الزراعة المهندس عبده قاسم الشريف أن المراعي الطبيعية في المملكة تشغل ما نسبته "171" مليون هكتار ، مشيرا إلى أنها تتوزع على جميع مناطق المملكة بنسب مختلفة لافتا النظر إلى أن معظم هذه المراعي تقع في المناطق التي تتلقى معدل هطول مطري أقل من 200 ملم في السنة , ، فيما يقع الجزء الأكبر من مساحة المراعي الطبيعية في المملكة في المنطقة الشمالية والشرقية والوسطى والجنوبية , كما أن مساحات واسعة منها توجد في المناطق الرملية المختلفة والسهول الحصوية والهضاب الصحراوية ، بينما يقع ثلثا هذه المساحة من المراعي في المناطق التي تتلقى هطول مطري يقل عن 100 ملم . وأوضح المهندس الشريف أن معظم المراعي في المملكة تشتمل على أعشاب وشجيرات صحراوية متفرقة قليلة الكثافة , مفيدا أن نسبة تغطيتها لسطح الأرض قليلة وتتسم بانخفاض طاقتها الإنتاجية والرعوية كما تشهد تلك المراعي تذبذبا من سنة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى حسب تذبذب كمية الأمطار ودرجة انتظام توزيعها حيث يقتصر معظم الإنتاج الرعوي خلال مواسم هطول الأمطار على المراعي الطبيعية في المملكة . وتحدث الشريف عن طبيعة أراضي المراعي بالمملكة مبينا أن معظم مساحتها عبارة عن سهول رملية مختلفة العمق مستوية أو متموجة أو علي هيئة كثبان رملية أو سهول حصوية تمثل ما نسبته 45 في المائة من مساحة المراعي الطبيعية كما تشتمل نسبة "49 في المائة" من مساحة المراعي الطبيعية الكلية على التلال والهضاب والمناطق الجبلية والصخرية . وكشف الشريف عن الأبحاث والدراسات التي تم تنفيذها للغطاء النباتي والمراعي من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالاشتراك مع جامعة الملك سعود في مراعي المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية للمملكة التي ظهر من خلالها أن نبات الرمث يمثل أكثر النباتات سيادة فوق مساحات شاسعة من تلك المناطق وهو نبات غير مستساغ نسبيا للماشية ويليه نبات العرفج وهو نبات عالي الاستساغة خاصة للإبل , فيما أكدت الدراسة أن نسبة الغطاء النباتي تزيد في بيئات محدودة المساحة مثل الروضات والأودية وتكتسب أهمية كبرى باعتبارها من أعلى أماكن المراعي إنتاجا بسبب زيادة رطوبة التربة فيها . وذكر الشريف أن "70 في المائة" من إجمالي المراعي في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية فقيرة في الغطاء النباتي وقد تزيد النسبة في بعض المناطق كالوديان وهضبة الدبدبة , كما لوحظ الاستغلال الهائل للمراعي من خلال الرعي الشديد أو الجائر للمناطق الرعوية التي شملتها الدراسة حيث كانت الأغنام تمثل الحيوانات الأكثر انتشارا في المناطق الرعوية التي شملتها الدراسة , ولذلك فإن معظم مربّي الأغنام يستخدمون الأعلاف التكميلية خلال السنة التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 72 في المائة من وسائل التغذية للأغنام وعدّ الدليل مراعي شمال منطقة الرياض من أهم المجتمعات النباتية التي تحتوي على الرمث والعرفج والأكاسيات والعوسج والحرمل وتمثل ما نسبته 32 في المائة , حيث ينتشر نبات السدر والجثجاث كما ينتشر نبات الصمعاء في هضبة الصمان وفي الروضات التي تنتشر فيها الشجيرات ونبات الجثجاث وهو نبات غير مستساغ حلّ محل النباتات المستساغة , إذ تصل نسبة الغطاء النباتي في الصمان إلى أقل من 10 في المائة ويستثنى من ذلك الروضات وبعض الأودية والشعاب التي تغطي ما نسبته 16 في المائة . وجاء في دليل المراعي الطبيعية في المملكة أن هضبة الدبدبة من السهول الخالية من الشجيرات المعمرة حيث تسود الهضبة النباتات الحولية وأهمها الصمعاء , أما بالنسبة لمراعي منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف فبيّن الدليل أن النباتات التي تسود بيئة الحجرة هي الرمث والعرفج أما المنطقة الرملية العميقة فتسودها نباتات الأرطى والعاذر بينما في المناطق المرتفعة الصخرية مع بعض المناطق المنخفضة المغطاة بالرمل الخفيف فتسودها نباتات الرمث والقتاد أو العرفج والجنبة والهشمة . كما تكثر في حائل والقصيم نباتات الصر والثمم والجعدة والطلع والعوسج والرمث أما المناطق المنبسطة أو السهول المستوية والأحواض الرسوية فيوجد فيها القتاد والجريبة والشبرم والعرفج وبعض الأحيان الشيح كما يوجد العراد والدويد والفرص . وتتضمن المراعي في المنطقة الشرقية أشجار الرمث والثمم والعرفج والعوسج والقتاد وبعض الحوليات خاصة الصمعاء وتصنف على أنها فقيرة , فيما تتضمن مراعي المنطقة الساحلية الشرقية نباتات مثل النجيلية والضعة والغرز والثمام والمصيع , أما شجيرات الأرطى والعوسج والرقروق والرخام والمرخ والسعدان فتوجد في المناطق التي تكون طبقات الرمل فيها عميقة . وتطرق دليل المراعي الطبيعية بالمملكة إلى أنواع المراعي في المنطقة الجنوبية الغربية على سهل تهامة الذي تغطيه نباتات كثيرة من أهمها الثمام والثيموم والسمر والدفرة والسود والأراك والسلم , أما بالنسبة للمنحدرات الشمالية الغربية للأودية المفتوحة والمرتفعات فتشتمل على أنواع من النباتات مثل السيال / الأكاسيا / وأنواع رعوية مثل السرح والسمر والسلم والحشائش النجيلية والثيموم والظعة والأراك والضريم والعرعر وأشجار التين والسدر . وفي مرتفعات عسير فتغطيها نباتات كثيرة تشتمل على أشجار العرعر وأشجار العتم وأشجار الطلح والسرح وبعض الحشائش مثل الثمام والضعة , فيما توجد في منطقة شمال السروات أشجارالعتم وأشجار اللوز البري ويلاحظ قلة الأنواع الرعوية في المنطقة , بينما تغطي المنخفضات والأدوية والسفوح في الشمال الغربي في المملكة أشجار التين وفي المناطق الحصوية الصخرية المرتفعة تكثر أشجار التنضب , أما في الأخاديد وسفوح الجبال فتسودها أنواع الطلح . وتحتوي الأودية الجنوبية الشرقية وجوانبها مثل وادي نجران على أشجار الطرفة بالإضافة إلى أشجار الأراك والمرخ , أما على جوانب الأودية فتوجد فيها أشجار السمر والأرطى والأراك والنصى , إذ تعاني هذه المنطقة من الرعي الجائر في المناطق الرملية أو الأرض الجيرية المغطاة بالرمال التي يأتيها الماء من مناطق مرتفعة وتنمو فيها أنواع رعوية مثل الطلع والعوسج والرمث والثمام والثيموم والرخام