قال المدير العام للموارد الطبيعية في وزارة الزراعة المهندس عبده قاسم الشريف إن المراعي الطبيعية في المملكة تشغل 171 مليون هكتار، مشيراً إلى أنها تتوزع على جميع مناطق المملكة بنسب مختلفة، لافتاً إلى أن غالبية هذه المراعي تقع في المناطق التي تتلقى معدل هطول مطري أقل من 200 ملم في السنة، فيما يقع الجزء الأكبر من مساحة المراعي الطبيعية في المملكة في المنطقة الشمالية والشرقية والوسطى والجنوبية، كما أن مساحات واسعة منها توجد في المناطق الرملية المختلفة والسهول الحصوية والهضاب الصحراوية، بينما يقع ثلثا هذه المساحة من المراعي في المناطق التي تتلقى هطولاً مطرياً يقل عن 100 ملم. وأوضح بمناسبة إصدار الوزارة «دليل المراعي الطبيعية» أن معظم المراعي في المملكة تشتمل على أعشاب وشجيرات صحراوية متفرقة قليلة الكثافة، مفيداً أن نسبة تغطيتها لسطح الأرض قليلة وتتسم بانخفاض طاقتها الإنتاجية والرعوية، كما تشهد تلك المراعي تذبذباً من سنة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى بحسب تذبذب كمية الأمطار ودرجة انتظام توزيعها، إذ يقتصر معظم الإنتاج الرعوي خلال مواسم هطول الأمطار على المراعي الطبيعية في المملكة. وتحدث الشريف عن طبيعة أراضي المراعي في المملكة، مبيناً أن معظم مساحتها عبارة عن سهول رملية مختلفة العمق مستوية أو متموّجة أو على هيئة كثبان رملية أو سهول حصوية تمثل ما نسبته 45 في المئة من مساحة المراعي الطبيعية، كما تشتمل نسبة 49 في المئة من مساحة المراعي الطبيعية الكلية على التلال والهضاب والمناطق الجبلية والصخرية. وكشف عن الأبحاث والدراسات التي تم تنفيذها للغطاء النباتي والمراعي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالاشتراك مع جامعة الملك سعود في مراعي المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية للمملكة، التي ظهر من خلالها أن نبات الرمث يمثل أكثر النباتات سيادة فوق مساحات شاسعة من تلك المناطق، وهو نبات غير مستساغ نسبياً للماشية، ويليه نبات العرفج وهو نبات عالي الاستساغة خصوصاً للإبل، فيما أكدت الدراسة أن نسبة الغطاء النباتي تزيد في بيئات محدودة المساحة مثل الروضات والأودية، وتكتسب أهمية كبرى باعتبارها من أعلى أماكن المراعي إنتاجاً بسبب زيادة رطوبة التربة فيها. وأوضح أن70 في المئة من إجمالي المراعي في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية فقيرة في الغطاء النباتي، وقد تزيد النسبة في بعض المناطق كالوديان وهضبة الدبدبة، ووجد أن نسبة المراعي المتدهورة وصل إلى نحو 100 في المئة، كما لوحظ الاستغلال الهائل للمراعي من خلال الرعي الشديد أو الجائر للمناطق الرعوية التي شملتها الدراسة، وكانت الأغنام تمثل الحيوانات الأكثر انتشاراً في المناطق الرعوية التي شملتها الدراسة، ولذلك فإن معظم مربّي الأغنام يستخدمون الأعلاف التكميلية خلال السنة التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 72 في المئة من وسائل التغذية للأغنام. وعدّ دليل المراعي الطبيعية شمال منطقة الرياض من أهم المجتمعات النباتية التي تحتوي على الرمث والعرفج والأكاسيات والعوسج والحرمل، وتمثل ما نسبته 32 في المئة، حيث ينتشر نبات السدر والجثجاث، كما ينتشر نبات الصمعاء في هضبة الصمان وفي الروضات التي تنتشر فيها الشجيرات ونبات الجثجاث، وهو نبات غير مستساغ حلّ محل النباتات المستساغة، إذ تصل نسبة الغطاء النباتي في الصمان إلى أقل من 10 في المئة، ويستثنى من ذلك الروضات وبعض الأودية والشعاب التي تغطي ما نسبته 16 في المئة. العوسج في حائل والعرعر في عسير