نفذت الميليشيات الميانمارية في العديد من المدن والقرى الروهنجية حملة اعتقالات واسعة وعشوائية بين مسلمي الروهنجيا منذ أسبوع، حيث تركزت الحملة على طلاب المدارس ومعلميها، حسبما أفاد مراسل "وكالة أنباء أراكان". وأضاف: أن المعتقلين الروهنجيين يتعرضون لتعذيب شديد في السجون الحكومية من قبل القوات الميانمارية؛ ما يؤدي إلى وفاة بعضهم، وتغيير معالمهم، بحيث يصعب التعرف عليهم من قبل ذويهم. وقال شاهد عيان من الأهالي: إن القوات الحكومية تتعقب وتعتقل كل من يؤدي صلاة العيد، أو يقوم بذبح الأضحية التي يحرص عليها الروهنجيون؛ تأسياً بسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم). وفي هذا السياق، صرح الناشط الروهنجي، أيوب السعيدي، للوكالة بأن هذه الحملة البوذية ضد الروهنجيا، تأتي عقب عودة الراهب المتطرف "ويراثو" من اجتماع تم عقده مع مئات الرهبان البوذيين في سريلانكا قبل ما يزيد على أسبوع، مبيناً أن الجماعات البوذية المتطرفة، بالتواطؤ مع حكومة ميانمار، تستهدف من وراء هذه الاعتقالات إلى كسر معنويات الروهنجيين، ودفعهم نحو المزيد من الهجرات القسرية إلى خارج البلاد، عبر القضاء على وجهائهم وزعمائهم. من جهة أخرى، حاصرت السلطات البورمية في ولاية أراكان قرى في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، واعتدت بالضرب في بعض الحالات، واعتقلت الذين رفضوا التسجيل مع مسؤولي الهجرة، وذلك حسب ما قال المقيمون وبعض النشطاء، فيما يمكن أن يكون أكثر الخطوات عنفاً – حتى الآن – لإجبار الروهنجيا على الاعتراف بأنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش المجاورة. وقال مسؤولو الهجرة، وحرس الحدود، وأعضاء من فرقة العمل المخالفة وغير القانونية في الطرف الشمالي من ولاية أراكان – موطن 90% من سكان البلاد الروهنجيا المسلمين البالغ عددهم 1.3 مليون- إنهم يقومون بتحديث قوائم الأسرة كما فعلوا في الماضي، لكن هذا العام، بالإضافة إلى أسئلة حول الزواج، والوفيات، والولادات، تم تصنيف الناس من خلال العرق. ولا تعترف الحكومة بوجود الروهنجيا في البلاد، حيث تقول: إن أولئك الذين يدعون هذا الانتماء العرقي هم في الواقع بنغاليون.