اعتبرت صَحِيفَة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن اسْتِثْمَارَات شركة أرامكو السعودية مُؤخَّرَاً في مجال البتروكيماويات تَسْتَعِد بجدية لمرحلة مَا بعد النفط، بما يتفق مع خطة الإصلاح الاقتصادي التي أعلنتها المملكة بواسطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقَالَتْ الصَحِيفَة، اليوم الأحد، إن مصنع "صدارة" للكيماويات في المنطقة الشرقية بالمملكة العَرَبِيّة السعودية، يمثل تحولاً من الصحراء إلى مَا يشبه الواحة المعدنية التي تتشابك فيها مشاهد الأنابيب والحَاوِيات والأفران التي تغطي مساحة تقدر بثلاثة أضعاف مساحة موناكو، وتصنع مَا يكفي من الصلب لبناء جسر جولدن جيت، أو جسر البوابة الذهبية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مرتين. ويعد المشروع الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار، وَتَمَّ إنجازه في سبتمبر؛ أكبر مرفق للمواد الكيميائية يشيد في مرحلة واحدة في أَي مكان في العالم، وَهُوَ بمنزلة بيان قوي على نوايا أرامكو، وشركة النفط الحُكُومِيّة، للتكيف مع بيئة الطاقة المتغيرة، ويعد رمزاً لما يمكن أن يبدو عليه الاقتصاد السعودي الذي تم إصلاحه. وقَالَتْ "فايننشيال تايمز": إن زيادة اسْتِثْمَار الشركة في المواد الكيميائية يرتبط بالإصلاح الاقتصادي الطموح الذي دفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفك ارتباط المملكة عما سماه: "الإدمان الخطير على النفط". وأشارت الصَحِيفَة البريطانية إلى أنه في صميم برنامجه الإصلاحي، سوف يتم بيع حصة في أرامكو للمستثمرين الدوليين في العام المقبل، وسيتم تحويل عائداتها إلى قطاعات غير نفطية من التكنولوجيا والسياحة إلى الرعاية الصحية والتعدين.