في ظل الدعم المادي الكبير الذي تحضاه وزارة الصحة من قبل الدولة بمبلغ يتجاوز ال16 مليارا لتجهيز مستشفياتها ومرافقها، لا يتبادر إلى ذهن الفرد انه يمكن لمستشفى بحجم مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي) أن تصرف أدوية لم يتبقى من عمرها الافتراضي إلا أربعة أيام!! حيث صرفت للطفل محمد الحمود ذو العشرة أعوام محلول أنسولين مشارف على الانتهاء، وعند مواجهتهم من قبل والدة الطفل تم تبرير الموقف بأسباب واهية من قبل الطبيب المسؤول بأن الأدوية تمتلك حماية حتى بعد انتهاء صلاحيتها!! تقول والدة الطفل فهد ل"الرياض": صرف المستشفى قبل أربعة أشهر أنسولين تبقى على انتهاء مدة صلاحيته شهر واحد فقط، وطلبوا مني العودة بعد شهر لصرف المتبقي، وأكدت لي الصيدلانية عدم توفر العلاج طالبة مني مراجعة المستشفى بعد أسبوع، وأن أعتمد على المتبقي من العلاج السابق وتضيف أن الصيدلانية لم تطلعها على أن مدة صلاحية الأنسولين شهر واحد، مما جعلها تستمر في إعطائه طفلها أربعة أيام بعد انتهاء مدة صلاحيتها لحين توفر الوصفة لدى المستشفى، حتى انتبهت لتاريخ انتهاء الصلاحية فتوقفت فورا وأبلغت المستشفى. وزادت أم محمد أنه في مراجعة أخرى بتاريخ 25-4-2011م صرف لها الشميسي أنسولين مدة صلاحيته تنتهي في1- 5- 2011 وطبع لمدة 60 يوما فهل من المعقول يصرف للمرضى والمتبقي من عمره الافتراضي خمسة أيام ويصرف لشهرين!! وتؤكد أنها راجعت قسم الأطفال وقابلها نائب مدير القسم د. عبدالرحمن الذي صرح لها بدوره أن الأدوية تمتلك فترة حماية حتى بعد انتهاء صلاحيتها، وعندما توجهت للصيدلانية أمل أكدت لها أن هذا ما توفره لهم إدارة التموين الطبي من وزارة الصحة، التي لا تؤمن سوى أدوية مشارفة على الانتهاء بأيام معدودة. في الجانب الآخر شدد مصدر مسؤول في جمعية حقوق الإنسان على ضرورة تشديد الرقابة والمتابعة من قبل الشؤون الصحية فيما يخص الخدمات المقدمة من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، مؤكدا أنهم يتابعون الموضوع وفي حال ثبوت هذا الأمر فأنهم يطالبون بمحاسبة المتسببين مع ضمان عدم تكرار هذا العمل وخاصة للأدوية التي يكون لها فترة صلاحية قريبة من الانتهاء مما قد تلحق الضرر بمستخدمها، كما أنهم سيخاطبون وزير الصحة لصرف أدوية تكون مدة صلاحيتها لا تقل عن ستة أشهر. الجدير بالذكر أن "الرياض" حاولت الاتصال مرارا بالمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني عن طريق الهاتف والرسائل النصية والفاكس منذ أكثر من أسبوع ولم تتلقى أي رد حتى تاريخ النشر.