- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : لا شك أن لشهر رمضان الكريم في منطقة جازان عبق وذكريات لا تزال حاضرة في عقول الكثيرين من أهالي المنطقة، رغم أن لكل منطقة من مناطق المملكة تقاليدها وعاداتها الاجتماعية الأصيلة في هذا الشهر الكريم. ولا يزال أهالي المنطقة يستحضرون تلك العادات والتقاليد الرمضانية التي كان الآباء والأجداد يمارسون طقوسها في شهر الخير. كما تظهر تلك العادات جلية في الأجواء الجميلة التي تسبق الاستعداد لهذا الشهر الكريم من الكبار والصغار الذين يقبلون بِكُل حُب ولهفة على استقبال الشهر الكريم في كل عام. ومن بين العادات الرمضانية الجميلة طلاء وتجديد المنازل الذي يحرص عليه أهالي جازان، وذلك من خلال تغيير ألوان منازلهم من الداخل والخارج وتغيير أثاث المنزل وكأن ضيفًا عزيزًا قادم لزيارتهم. كما تستقبل النساء رمضان بنقش الحناء وارتداء العبايات الرمضانية المميزة بأشكالها والوانها الزاهية، وتعليق الزينة وقرش المفارش ذات الطابع الشعبي القديم، واقتناء الأواني المنزلية الخاصة بإعداد وجبتي الإفطار والسحور، وتلك التي تخصص لتقديم واجب الضيافة للزوار المهنئين بالشهر الكريم في عادة يتوارثها الأهالي عبر الأجيال. وفي المقابل يقوم شباب المنطقة من جانبهم بتجميل المنازل من الخارج بالفوانيس والأنوار التي تعبر عن الفرحة بقدوم هذا الشهر الكريم، وتوزيع وجبات الإفطار على المنازل وبعض المساجد التي تعارف الأهالي على إقامة وجبة الإفطار فيها سنويًا. وخلال شهر رمضان تحتضن المنازل الكثير من التجمعات العائلية، لتناول وجبة الإفطار، وشرب القهوة والشاي وتبادل الأحاديث الأسرية بين صلاتي المغرب والعشاء. واعتادت أغلب العائلات في منطقة جازان على شرب الماء المبخر ب"المستكة" الذي يعطي نكهة زكية، وتناول المأكولات الشعبية، ومنها السمك أو ما يسمى بمكشن السمك، والمغش، والشوربة والسمبوسة والزلابية والمطبق والمخلوطة والفول البلدي -الدجر-، والخبز الجيزاني أو ما يعرف باسم العيش أو الخمير، وغيرها من المأكولات الشعبية التي تتزين بها المائدة الرمضانية في جازان. كما يحرص أهالي جازان على إعداد موائد الإفطار الجماعي في ساحات الجوامع، وبعض الأحياء في مدينة جيزان ومحافظاتها، فيحضر كل شخص وجبة إفطار من الأكلات الشعبية المشهورة التي تعد في المنزل. وبهذه الطريقة بحافظ أهالي المنطقة على عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية وأكلاتهم الشعبية في موائد رمضان. ‹ › ×