- الرأي - نعمة الفيفي - جازان : قال التربوي والأديب والإعلامي المعروف محمد الرياني إن قرية رعشة التابعة لمحافظة أحد المسارحة التي بدأ فيها معلمًا في الثامنة عشرة من عمره هي البداية الحقيقية لرحلته مع التعليم والأدب جاء ذلك خلال حوار أجراه معه الأديب والإعلامي يحيى عطيف، ضمن مبادرات الشريك الأدبي في مقهى أسمار في أحد المسارحة بمنطقة جازان. وقال الرياني الذي أصدر إحدى عشرة مجموعة قصصية عرضها أمام الجمهور النخبوي والمثقف الذي حضر أمسية السرد: "إن أرضَ رعشةَ وطلابها وأناسها ببساطتهم وروعتهم جعلوه لا ينساها ولا ينساهم بل ويتذكر أسماءهم الثلاثية والرباعية على الرغم من مرور أكثر من ٤٤ عامًا على عمله معلمًا في مدرسة رعشة الابتدائية". وأضاف أنه اضطر لأن يشتري أحذية (زنوبة) خضراء مقاس ٩ بعد غلق المحلات أبوابها، كي يتسنى له اللحاق ببقية الدوام قبل انتهائه ليجد المدير الفلسطيني في طريقه للمغادرة الذي كتب له خطاب المباشرة بالدوام وهو ينظر إلى حذائه الأخضر الصغير. وعن الإعلام قال الرياني إنه بدا شغوفًا بالإعلام قبل التحاقه بالمدرسة في سن الخامسة أو أقل، وأن المذيعيْن الكبيرين بدر كريم -رحمه الله- وحسين نجار -حفظه الله- قد أثرَّا فيه وأثْريَا معلوماته قبل أن يلتحق بركب الكُتَّاب والإعلاميين، وأن أسرته كانوا يحتالون عليه بصناديق الكبريت الصغيرة ويقنعونه بأنها مذياع حتى جاء ابن عمه من الرياض ومعه مذياع كبير ليكون سميرًا له مدة من الزمن وليستمر هذا الشغف الإعلامي معه إلى الآن، موضحًا أنه كتب أول مقال له في الصحافة المحلية في عام ١٤٠٤ه، وذلك بعد إرسال أول مقالاته بالبريد ليفاجأ بأنه منشور بعد أسبوع من إرساله في البريد. وعن مؤلفاته قال الرياني إنه أصدر أولى مجموعاته "ليلة على الرابية" عن طريق نادي جازان الأدبي والدار العربية للعلوم العام ٢٠١٧م، مستلهمًا هذه القصة من الريف الجازاني، فقد كان يذهب رديف أمه على حمار من أجل حصد قصب الذرة لإطعام الشياه، ويخص نعجة معهم كي يتشارك مع صغير النعجة في شرب الحليب، وقال إنه كان يصعد على رابية قريبة من الزرع وتلحق به أمه ويطلب منها أن ترسم له سيارة لترسم له مستطيلًا معوجًا وعلى طرفي المستطيل دائرتان معوجتان على أنها إطارات السيارة؛ ليعودا لإطعام الشاة أو الشياه ومواليدها، ليتوالى بعد ليلة على الرابية النشر إلى عام ٢٠٢٤م، ويصل إلى مجموعته القصصية الحادية عشرة والتي وسماها "زجاجة عطر زرقاء" وجعلها عنوانًا للسرد في أسمار أحد المسارحة ضمن مبادرات الشريك الأدبي. وعن سر الكتابة عنده قال إنه يشعر بسعادة بالغة وهو يكتب للناس والبسطاء، وهذا ما جعله يكتب بغزارة لأنه يتقمص كل الشرائح والشخصيات ونبض الشارع والحياة ليكتب عنها. واعتبر الرياني أن القُبلة التي طبعَها عليه معلمه في الصف الأول الابتدائي وبادله بها قد جعلته يحب التعليم ولا يحب الغياب، ملتزمًا بالدوام طالبًا ومعلمًا ومشرفًا ومديرًا في كل محطات حياته. وقرأ الرياني عددًا من النصوص القصصية التي حملت عناوين إصداراته ومنها "ليلة على الرابية" و"جدران الطين" و"بذور المانجو" وخطوات تمنحني عطرًا وأرجوحة تالين. واستمتع الحاضرون على مدى ٩٠ دقيقة بسرد ذكريات ضخمة عن التعليم والإعلام والأدب للكاتب محمد الرياني، ليوقعَ في أعقاب الأمسية لكل واحد منهم على إصداره الجديد "زجاجة عطر زرقاء" في واحد من مساءات السرد الماتعة التي أقيمت على هامش مبادرات الشريك الأدبي. حضر الأمسية عدد من الإعلاميين الكبار في المنطقة وبعض أعضاء هيئة التدريس من جامعة جازان وتعليم جازان ولفيف من أبناء محافظة المسارحة ومن صحة جازان. كما حضرها مدير عام هيئة الرياضةبجازان سابقًا إبراهيم الرياني، والدكتور الأديب أحمد الجوحلي، والأستاذ الدكتور الشاعر محمد جعفر، ومعه الشاعر علا الله طاهر والإعلامي، والمؤرخ علي المدخلي، والقاص محمد علي المدخلي، وغيرهم من الأدباء والإعلاميين. ‹ › ×