من أعظم صورالبلاغة عند العرب الإيجاز في الكلام في تمام وكمال في المعنى ولهذا القرآن جاء معجزا للعرب فتجد آياته قصيرة إلا ماندر خذ الفاتحة مثلاً أم القرآن قصيرة تقرأ في ثواني ومع هذا حوت ( معاني ومقاصد القرآن) آية الكرسي أفضل آية ليست بطويلةوفيها مضامين هائلة (وقل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن سورة كاملة قصيرة جداً والنبي صلى الله عليه وسلم الغالبية العظمى من أحاديثه كليمات يسيرة لأنه أوتى جوامع الكلم ( الإيجاز الشديد المتضمن لمعاني كثيرة ) والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هذا منهجهم ولو نظرت في سير الصحابة والخلفاء وبلغاء الإسلام وجدتهم كذلك هذا عمر بن عبد العزيزيكتب لأحد ولاته :[ لقد كَثُر شاكوك وقلَّ شاكروك ، فإمَّا اِعتدلت وإمَّا اِعتزلت ] فانظر إلى البلاغة المتناهية التى بينت المشكلة والتوجيه . بعض الناس يقول أبغاك في كلمتين فيمكث ساعتين حتى ترقد أطرافك وهو يعيد ويزيد وقد لخصت كلام بعض من أطال الكلام في أقل من دقيقة عسى أن نتعلم مثل هذا في سرد ماعندنا من علم ومواعظ وفوائد واخبار وقصص وشكاوى ودعاوى وتقارير حتى نستفيد من الإيجاز ونترك الحشو الفارغ الذي يثقل ولا ينفع وربما شوه أو أفسد الموضوع كاملاً بكثرة الخرجات والشطحات كن موجزا في خطابك وكلامك وموعظتك ومهاتفتك للآخرين تعلم كيف تصنع زبدة الكلام رتب نفسك جيداً قبل الحديث في أي موضوع وثقف من حولك تكسب حمدا وشكراً وتسن سنة حسنة في البيئة التى تعيش فيها والبيئة الافتراضية ( الاكترونية ) وكم فيها من الغثائية الفارغة التى تصنع البلادة والعى والسآمة كتبه / حمود سعيد الحارثي