عبارة تعكس الشعور بالعجزِ أمام تقلبات الحياة وتغيرات الظروف التي تُفرض علينا. لا يُعاب من اجتهد، وانهزم لكن يعاب المستسلم فالهزيمةُ جزءٌ من رحلةِ حياةٍ سَنعيشُها بِجمالها وقُبْحِها، نسعى لنكمل تفاصِيلِها بما يُرضي مانطمح له ونحبة أن يكون. ونمضي في دهاليزيها.. الواثق منا يعطي لنفسة أنهُ على صواب، متفائلاً بأن في النهايةِ مبتغاة. ولكن هل نضمن الوصول والنهايات السعيدة..؟ ومن منا يضمن ذلك ..! نسعى ونعمل ولكن الحياة مليئة بالمفاجآت، بعضها جميل ومثير، وبعضها الآخر قاسٍ وصعب. وعندما نتحدث عن القدر، فإننا نتحدث عن تلك الأحداث التي تخرج عن سيطرتِنا وتفوق توقعاتنا، سواء كانتْ سعيدةً أو محزنة. إنه القوةُ الغامضة التي تَسِيرُ بنا نحو مساراتٍ لم نكن نتصورُها. نجد أنفسنا أمام تحديات لم نعتقد أننا قادرون على مواجهتها، ولكنها تُفرض علينا بطريقة أو بأخرى. تلك اللحظات التي نشعر فيها بأننا مغلوبون على أمرنا، وأن الأقدار قد قررت شيئًا مختلفًا عنِْ ماخططنا له. هزيمة القدر ليست نهاية المطاف، بل هي جزء من التجربة الإنسانية، وقد تكون نقطة البداية الجديدة فكيف نتعامل معها..؟ وكيف نستطيع أن ننهض بعد أن يهزمنا..؟ الجواب يكمن في القدرة على التكيف والصمود، عندما نؤمن أنْ الهزيمة ليست عيبًا بل درسًا، نبدأ في النظر إلى الأمور من منظور مختلف. لو أيقن الإنسان أن هزيمتة لاتعني النهاية لما سمعنا أو رأينا مَرضاً أسمة الإكتئاب ودروس في التنفس العميق والقصير والطويل والسمين ..! في كثير من الأحيان، نجد القوة في لحظات الضعف والهزيمة.. يمكن أن تكون تلك اللحظة هي الحافز للبحث عن القوة الداخلية، لإعادة ترميم الذات، وللتحرك نحو تحسين الحياة بشكل أفضل، من خلال قبولنا للهزيمة، يمكننا أن نجد القوة للمحاولة مرة أخرى، لتجاوز الصعوبات، وللوصول إلى أهدافنا بطرق مختلفة وربما أفضل. الإيمان بالقدر لا يعني الاستسلام له بشكل كامل، بل هو إيمان بأن هناك دائمًا أمل. وأن الله يخبئ لنا الخير في طيات القدر، والإيمان بأن كل شيء يحدث لسبب، وأن ما نخسره اليوم قد يعوضنا الله عنه غدًا بأفضل مما نتخيل. في النهاية، الحياة مليئة بالأقدار التي قد لا نفهمها في حينها، ولكنها تشكل مسارًا يقودنا إلى حيث يجب أن نكون. علينا أن نقْبلها بثقة وإيمان، ولنتعلم أن الهزيمة هي جزء من الرحلة، تقوينا، وتجعلنا نُقدِّرُ النجاحات أكثر، وأن الأمل والإيمان والإرادة هي ما تجعلنا نبتسم مرة أخرى ونواجه الحياة. تستوقفني دائما قصيدة وتشاء أنت من البشائر قطرة .. للشاعر غازي القصيبي - رحمه الله - بما تبثه في النفس من أمل وثقة ويقين بالله تعالى: وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر وتشاءُ انت من الأماني نجمةً ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر وتشاءُ أنت من الحياة غنيمة ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر وتظلُ تسعى جاهدا في همة والله يعطي من يشاء إذا شكر والله يمنع إن أراد بحكمة لابد أن ترضى بما حكم القدر
بقلم/ حصة الزهراني ماستر/ في الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة - وزارة التعليم