- الرأي - بدرية عيسى - جازان الشيخ أحمد بن عبدالله بن محمد بن حسن الحازمي.. من مواليد مدينة ضمد عام ١٣٤١ه. درس على يد علماء بلده وحفظ المتون، فقد كان يُعرف بصاحب المتون. هاجر إلى صنعاء عام ١٣٥٨ه. ودخل المدرسة العلمية في صنعاء، ومكث بها ثماني سنوات، ودرس على يد علماء أجلاء. وقد حصل من أولئك الأعلام على خمس إجازات علمية. وبعد أن تضلع من العلوم أرسل إلى إسماعيل العمراني قصيدة يطلب فيها إجازته فقال: تزينت الآمال وابتهج البشر وطالت ليالي الوصل إذ ذهب الهجر وراقت نهى ليلى ورق حديثها ودارت كؤوس الراح واضطرب الأمر ومالت كغصن البان إذ ماس قدها وودعتها سبعاً وقد طلع الفجر فصاح غراب البين في الحي معلناً أيا معشر العشاق قد قرب السفر فقلت لعل الله يجمع بيننا فنحي ليالي الوصل إن سمح الدهر فتقطف من أثمار روض محمد كريم السجايا الفاضل العلم البحر شباب تسامى فهو بدر مطنب على فلك العلياء إن أقل البدر لهذا طويت الأرض أبغى إجازة يجود به مولاي إن سمح الأمر. عاد إلى ضمد بعد أن أخذ من العلم حظًا وافرًا، فأخذ يدرس أبناءها في حلقته العلمية بالجامع الكبير في ضمد، فنهلوا من معين علمه، والتقطوا من أطايب ثمره، وحازوا من جواهره ودرره. ونظرًا لمكانته ونشاطه عُين مديرًا لمدرسة الحقو الابتدائية عام ١٣٧٠ه. ولما فتحت المدرسة الابتدائية في ضمد، انتقل مديرًا لها عام ١٣٧٢ ه، فكانت تشتهر بمدرسة الشيخ أحمد بن عبد الله الحازمي، وتوافد الطلاب إليها من ضمد والقرى المجاورة لها وكان مع إدارته للمدرسة يدرس الطلاب في الصف السادس الحديث والقرآن الكريم. وقد تخرج على يديه المئات من الطلاب. فهو أول مدير مدرسة من محافظة ضمد في هذا العهد السعودي الزاهر. وبعد تقاعده كان يأتيه بعض طلاب العلم إلى منزله فينهلون من علمه. وقد منح بعض طلابه ممن رآهم يستحقون إجازات. كان إمامًا وخطيبًا في جامع الشقيري، ثم في جامع الزرقاء، ثم طلب التقاعد لكبره. له مؤلفات منها: كشف النقاب عن نبذة حجاب مطبوع، والعقود المضيئة في التراجم المنيرة مخطوط، وجامع ضر الكبير ورسالته العلمية والمنبرية. توفي -رحمه الله- عام ١٤٣٧ه في مستشفي الحرس الوطني فب جدة، وصلى عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ودُفن في مقبرة الشرائع، رحمه الله رحمة الأبرار. الشيخ العلامة أحمد بن عبدالله بن محمد الحازمي من أواخر من رحلوا إلى صنعاء لطلب العلم وذلك في بداية العهد السعودي. وقد ألف الأستاذ علي أبو الخير معافى في سيرته كتابًا بعنوان "أحمد بن عبدالله الحازمي جهوده العلمية وسيرته في التعليم". *المرجع: كتاب جامع ضمد الكبير ورسالته العلمية والمنبرية لمؤلفه الشيخ محمد يحيى الحازمي.