هو الشيخ حمد بن ناصر المقبل من أسرة كريمة عرفت بالتعليم والإمامة وساهمت في نشر العلم في الخبراء ورياض الخبراء وماحولها من بلدان القصيم. ولد الشيخ حمد في بلدة الخبراء عام 1329ه في بيت دين وصلاح وعلم وتعليم ونشأ في كنف والده الشيخ ناصر بن حمد المقبل الذي كان معلماً وكاتباً في الخبراء وإماماً لجامع السحابين ثم جامع الخبراء وتخرج على يديه الكثير من طلبة العلم ، ولقد اعتنى به والده عناية كبيرة في تربيته وتعليمه، وقرأ الشيخ حمد على يد الشيخ عبدالله بن صالح الميمان المعلم المعروف في بلد الخبراء ومؤذن الجامع فيها في ذلك الوقت. ولما أتم الشيخ حمد حفظ القرآن الكريم انصرف لتعلم الكتابة والخط والعلم الشرعي والحساب على يد بعض العلماء ومنهم الشيخ عبد الله بن سليمان البليهد الذي كان مكلفاً من قبل الملك عبد العزيز بالقضاء في (الخبراء والهلالية والبدائع والرسوالبكيرية) والشيخ محمد المقبل والشيخ عبد العزيز السبيل في البكيرية وطلب العلم كذلك على يد الشيخ محمد بن ناصر الوهيبي إمام وخطيب جامع رياض الخبراء. وتلقى العلم على يد بعض مشائخ آل سليم في بريدة ومن الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في عنيزة. وكان الشيخ حمد ملازما لوالده يتعلم منه ويستفيد من خبرته وعلمه إلى أن توفي والده عام 1352ه، حيث خلفه في إمامة جامع الخبراء واستمر في ذلك حوالي ثلاثون عاماً ، وفي بداية الثمانينات من القرن الهجري المنصرم انتقل إلى رياض الخبراء إماماً وخطيباً في جامع رياض الخبراء الكبير خلفاً للشيخ محمد بن ناصر الوهيبي وفي منتصف الثمانينات انتقل إلى الرس لمدة سنة وناسب أسرة المالك الكريمة ثم عاد إلى رياض الخبراء مرة أخرى إماماً لجامعها ومعلماً في المدارس الابتدائية ، وخلال عمله كان يقوم بالكثير من الأعمال الأخرى من كتابة العقود والوصايا والأنكحة والأوقاف وغيرها خدمة للأهالي وبدون مقابل، وكان يرحمه الله له دور كبير في الشأن الاجتماعي من إصلاح بين الناس والتعليم في الجامع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإضافة إلى هذا كان الشيخ حمد من الرعيل الأول من المعلمين فعندما افتتحت مدرسة الخبراء الإبتدائية عام 1369ه، عمل معلماً فيها، وعندما انتقل إلى رياض الخبراء عمل في مدرستها معلماً لمادة القرآن الكريم وبعض المواد الدينية حتى أحيل على التقاعد عام 1397ه. وفي أواخر عمره انتقل من جامع الديرة القديم ليصبح إماماً لجامع الميمان في المخطط الجديد في رياض الخبراء حتى توفاه الله عام 1418ه. وقد درسني في الصف الخامس والسادس الابتدائي فكان مثالاً للمعلم المجتهد والحريص على طلابه تعليماً وتربية وكان يرحمه الله يشجع طلابه على طلب العلم الشرعي وغيره من العلوم ويعطي طلابه الثقة وهذا ماحدث في إحدى السنوات حينما ذهب للحج وكلّف أحد طلابه النجباء في المرحلة المتوسطة بالقيام بخطبة الجمعة وهو الأستاذ منصور بن محمد العمرو. وكان يرحمه الله يقوم بالتجارة من بيع وشراء وله دكان في السوق القديم في رياض الخبراء ومن صفاته يرحمه الله كان أنيقاً في مظهره سمح المحيّا وعرف عنه السماحة والحزم بغير شدة وطنيّاً غيوراً محباً للخير وفاعلاً له وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وهذا مما جعله محبوباً من طلابه وجماعته ومعارفه وقد حباه الله صوتاً جميلاً يترنم به في قراءة القرآن الكريم. وقد رزقه الله بذرية صالحة مباركة ساروا على منهجه في طلب العلم والتعليم ومنهم ابنه ناصر الذي عمل في سلك القضاء وكذلك الدكتور مقبل المحاضر في جامعة القصيم. رحم الله الشيخ حمد الناصر المقبل رحمة واسعة وأنزله عليين هو ووالديه وجميع موتانا وموتى المسلمين، اللهم آمين. - د. محمد الصالح العبدالله العريني