- غائب العنزي - تيماء يعود تاريخ بئر هداج إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، حيث يعتقد بأن عمر بئر هداج ٢٥٠٠ سنة تقريبًا، وذلك اعتمادا على مقارنة طريقة بنائها مع العديد من المعالم الأثرية المؤرخة، مثل قصر الرضم، والسور، والحمراء التي تعود إلى العهد البابلي بشمال الجزيرة، حيث جاء مسمى بئر" هداج " وفقا للدكتور عبدالرحمن الأنصاري خبير الأثار السعودي. ويشمله السور الأثري الكبير المحيط في تيماء بالمحافظة من ثلاث جهات، الغربية، والجنوبية، والشرقية، والجهة الشرقية تشغلها المساحة المسماة السبخة، ويبلغ طوله ١٢كم تقريبا، وارتفاع بقايا السور الأن في بعض أجزائه تصل إلى عشر أمتار، وفي بعض الأجزاء أقل من ذلك، أما عرض السور فيختلف من مكان لآخر، فتجده في أماكن مترين وفي أماكن أخرى متر وأكثر، وباستخدام الحجر والطين بني سور بوابات يبلغ عرضها ١٢م تقريبا، ويرجح تاريخ بناء السور إلى مابين القرن السادس إلى الخامس قبل الميلاد . بئر هداج هو أكبر بئر في الجزيرة العربية، بل وأشهرها، وعرف عنه بشيخ الجوية أي شيخ الأبار، ويقع وسط مدينة تيماء القديمة، ويعتبر أحد أهم أثار المملكة العربية السعودية، كما يعتبر أيضاً من أهم المعالم الحضارية القائمة على المستوى العالمي، ويعد بئر هداج تيماء الطابع المميز للمحافظة من خارجها، ويستمد بئر هداج الأهمية من الدور الذي لعبه في حياة القدماء، حيث جعل من تيماء مدينة زراعية كثيرة النخيل، وذلك لسعة ووفرة وعذوبة المياه فيه. وذكر أن المياه كانت تجلب منه عن طريق السواني وكانت عدد الجمال المستخدمة 77 جملاً في آن واحد، حيث يبلغ محيط فوهته 65م، وتعتمد مياه بئر هداج على إنتاجية العين الموجودة في زاويته الجنوبية الغربية، والتي لا يزال ماؤها يتدفق حتى وقتنا الحاضر، وتنتقل المياه منه إلى المزارع بواسطة 31 قناة تبدأ من حواف البئر وتتفرع إلى البساتين في مختلف مواقعها، وقد ذكر بئر هداج في كثير من قصائد الشعر وتغنى بها الشعراء قديما وحديثا : يقول الشاعر / محمد بن أحمد السديري عين عسى المولى يعجل فرجها يفوح ناظرها مثل عين هداج **** استرسلت بالدمع مما رهجها غيض يكض اعبارها مثل الامواج **** وغيرها من الأبيات التي تدل على أهمية مكانته عند أهل المنطقة.