الوطن هو الظل والآمان ، تحت مظلته تنبت الآمال وتزدهر، ترفع الرؤوس وتفتخر، مواطن صالح هو البذرة الأساسية لمجتمع صالح ، فمتى ماكان المواطن صالحًا في نفسه فهو صالح لأسرته ولمجتمعه ، وفِي ظل التغييرات الجديدة وبزوغ فجر مملكتنا وإشراقته في العالم بدأت تظهر المنظمات والميليشيات والأحزاب الطائفية وغيرها، لبث أفكارها المسمومة لزعزعة الأمن، وخلخلة النظام، وتهييج الشعب على الحكومة، ومحاولة السيطرة على فكر وخيرات البلاد ، فالإنسان إن لم تكن ثوابته قوية كادت أي ريح هوجاء تودي به. لذلك وجب على المواطن الصالح أن يكون لنفسه مجموعة من القيم والاتجاهات التي تضبط تصرفاته، وتتحكم في ردات فعله أمام أي فكر يقتحمه، أو عمل يخترقه، ولابد أن يكون على وعي بما يحاك ويخطط حوله ليحافظ على نفسه من الفكر المتطرف والتكفيري والتخريبي، ولن يتحقق ذلك بالجهل والتغييب عن الواقع، ورصد السلبيات وزرع الشحناء نحو الدولة، ولابد أن يكون ولاؤه وانتماؤه لوطنه، فوطن لا يحميه ولا يحترق من أجله ومن أجل رفعته لا يستحق العيش فيه، والتمتع بخيراته. وهذا هو دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع بكل شرائحه، والإعلام التنشئة على المواطنة الصالحة والدعوة لها، فجميعنا يدرك جيدًا أن الطاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولولي الأمر وهذا ما تدعو إليه عقيدتنا السمحاء، وشريعتنا الغراء، ومنهجنا الأصيل المستقى من الكتاب والسنة. قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ” (59) النساء. المواطنة الصالحة من القيم المهمة وخاصة في وقتنا الحالي، الذي تتكالب فيه الطائفية والحزبية والنفوس الحاقدة والحاسدة لزعزعة الأمن ومحاولة الإفساد. المواطنة الصالحة لابد من تعاون الجميع في غرسها وتطبيقها قولا وعملا، فالقيم هي أصل حضارة المجتمعات وتماسكها، ولها أهميتها في تحقيق الصحة النفسية للجميع، فهي تهدف لبناء الإنسان وفق الطينة الخيرة التي ارتضاها الله له، وبها يتمايز عن باقي الكائنات فهو الكائن الذي يتعقل، ويتدبر، ويتفكر، ويعمل وفق قيمه الخيرة التي رباها عليها دينه، وهي الحصانة له والمأمن الذي يلوذ إليه ليحميه من أفكار متطرفة ومن إصابات مصوبة له لتعطيل فكره، والإضرار به وبمجتمعه وبوطنه. ويومنا الوطني فرصة لتعميق حب الوطن والولاء له ولحكامه تعبدا لله وإرضاء له، ونصرة لدينه. دكتوراه دراسات أسرية واجتماعية