الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد حفظه الله إمام الحرم المكي الشريف يتميز بالخبرة الوافية وبالفكر النير وبالثقافة الشاملة تجلت في خطبه و محاضراته القيمة في هذا الحرم والندوات واللقاءات التي شارك فيها تلبية لخدمة هذا الوطن وأبنائه وعالمه المعاصر،وتجلى هذا التميز وبكل وضوح وشفافية وملبياً لطموح الأمة بأسرها وعلى مختلف مستوياتها الشرعية والفكرية والثقافية والعلمية . فتناول في خطبة يوم الجمعة الموافق 26/10/1435ه بالحرم المكي الشريف ما يدور في العالم الدولي من أحداث مؤلمة تلبية لصناعة استخبارية دولية وإقليمية همها إثارة الفتن وسفك الدماء وإشعال النزعات الحزبية والصراعات الإقليمية والفتن الداخلية بين أفراد المجتمع الواحد وهذه الفتن التي تعاني منها المجتمعات حاليا أخبرنا عنها نبينا محمد « صلى الله عليه وسلم « قبل هذا العصر حتى تأخذ الأمم الحيطة والتمسك بشريعتها الإسلامية السمحة ودينها الإسلامي الحنيف ولا تنساق خلف هذه الفتن المضللة وما يصاحبها من دعايات حزبية وعنصرية مغرضة وإرجاف مضلل همه إشاعة الفوضى والفرقة بين أفراد المجتمع الواحد والإخلال بالأمن الوطني ومحاربته . وأشار فضيلته أن هذه الصراعات وهذه الفتن التي بليت بها الأمة في عصرها الحاضر نتيجة لفكر ضال خارج عن نهج الأمة الإسلامية وعقيدتها السمحة يقوده ويروج له عملاء محترفون رهنوا نفسهم لأعداء الدين والأمة والأوطان . يا معالي الشيخ صالح مدك الله بحفظه ورعايته وضحت للأمة ما يحيط بها و بلغتها بما يدور حولها من دسائس مغرضة همها النيل من أفرادها بإشعال الفرقة والشحناء بينهم بإرجاف حزبي متنوع ووسائل إعلام متعددة وبطرق متنوعة وميسرة مما سببت الفرقة والشحناء في عدد من الدول ومنها بعض الدول المجاورة لهذا الوطن وهذا ما يفرض علينا أبناء هذا الوطن التمسك بالوحدة الوطنية ،وتنبيه أبنائه وتحذيرهم مما وقع فيه الآخرون من فرقة وشحناء لا يعرف مداها ونهايتها إلا الله سبحانه ، مما انعكست نتائجها وسلبياتها على أمنهم واستقرارهم ومعيشتهم وبنية أوطانهم وتأخرها أمنيا ، واقتصادياً ، وثقافياً ، وعمرانياً، واضحاً للعيان . وتلبية لدعوة ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله الذي وجه بمحاربة الإرهاب على مختلف صوره حفاظاً على أبناء هذا الوطن والأمة العالمية بأسرها لقوله تعالى﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾النساء59 فيجب على الأئمة في خطبهم ، وأعضاء هيئة التدريس رجالا ونساء في جامعاتهم ، والمعلمين والمعلمات في مدارسهم وداخل قاعاتهم الدراسية ، والآباء والأمهات بين أسرهم ، ورجال الأمن في مواقعهم ووسائل الإعلام بأنواعها المختلفة ورعاية الشباب داخل أنديتها وملاعبها الرياضية وبما تمتاز به من لوحات إعلانية متقنة للاستفادة منها خلال مبارياتها وكل فرد من أفراد هذا المجتمع مهما كان موقعه ، أن ينمُّوا فكر أبناء هذا الوطن بكل واقعية وجد ، وأن يحذروا أبناءه من الانزلاق خلف هذا الإرجاف المنظم وهذا الفكر الخارجي الذي همه محاربة استقرار هذا الوطن وأمنه . فهل يعي مواطنو وأبناء هذا الوطن ومؤسساته الاجتماعية والأمنية والعلمية والتربوية ما يخطط له الأعداء للنيل من هذا الوطن؟! نايف عبدالله التويم- مكة المكرمة